للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستمسكوا به» فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: «وأهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي» . فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصّدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: كلّ هؤلاء حرم الصّدقة؟ قال: نعم) * «١» .

١٤-* (عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنّهما سمعا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال أحدهما: سمعته يقول:

«اللهمّ اغفر لي ذنبي خطئي وعمدي» . قال الآخر:

سمعته يقول: «اللهمّ أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شرّ نفسي» ) * «٢» .

١٥-* (عن عليّ- رضي الله عنه- قال:

بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن قاضيا، فقلت: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟

فقال: «إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الآخر كما سمعت من الأوّل، فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء» . قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد) * «٣» .

١٦-* (عن سعد- رضي الله عنه- قال:

جاء أعرابيّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال: علّمني كلاما أقوله. قال: «قل: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله ربّ العالمين، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربّي. فما لي؟ قال: «قل: اللهمّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني» ) * «٤» .

١٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «حين أسري بي لقيت موسى عليه السّلام، (فنعته النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) فإذا رجل (حسبته قال) مضطرب «٥» . رجل الرّأس. كأنّه من رجال شنوءة.

قال، ولقيت عيسى (فنعته النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) فإذا ربعة «٦» أحمر كأنّما خرج من ديماس» . (يعني الحمّام) «٧» قال، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه. وأنا أشبه ولده به.

قال، فأتيت بإناءين في أحدهما لبن، وفي الآخر خمر.

فقيل لي: خذ أيّهما شئت. فأخذت اللّبن فشربته.

فقال: هديت الفطرة- أو أصبت الفطرة- أما إنّك لو أخذت الخمر غوت أمّتك) * «٨» .

١٨-* (عن لقيط بن عامر أنّه خرج وافدا


(١) مسلم (٢٤٠٨) .
(٢) أحمد ٤/، ٢١٧ ومجمع الزوائد ١٠/ ١٧٧ واللفظ له وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: وامرأة من قريش ورجالهما رجال الصحيح.
(٣) أبو داود ٣ (٣٥٨٢) . قال الألباني في صحيح أبي داود (٢/ ٦٨٤) : حسن. وأحمد (١/ ١٣٦) . وقال الشيخ أحمد شاكر (٢/ ٧٣) : إسناده صحيح.
(٤) مسلم (٢٦٩٦) .
(٥) المضطرب: الطويل غير الشديد.
(٦) ربعة: بفتح الراء- هو المربوع، والمراد: أنه ليس بطويل جدا ولا قصير جدا بل وسط.
(٧) والمراد وصفه بصفاء اللون ونضارة الجسم وكثرة ماء الوجه حتى كأنه كان في موضع كنّ فخرج منه وهو عرقان.
(٨) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٣٧) . ومسلم (١٦٨) .