للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والهدى. فأجبنا وأطعنا. ثلاث مرار. فيقال له: نم. قد كنّا نعلم إنّك لتؤمن به. فنم صالحا. وأمّا المنافق أو المرتاب (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) فيقول: لا أدري سمعت النّاس يقولون شيئا فقلت) * «١» .

٢٠-* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها- قالت: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أبي سلمة وقد شقّ بصره «٢» . فأغمضه. ثمّ قال: «إنّ الرّوح إذا قبض تبعه البصر» فضجّ ناس من أهله. فقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلّا بخير. فإنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون» ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين «٣» .

واغفر لنا وله يا ربّ العالمين. وافسح له في قبره. ونوّر له فيه) * «٤» .

٢١-* (عن البراء- رضي الله عنه- قال: لمّا كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأيته ينقل من تراب الخندق حتّى وارى عنّى التّراب جلدة بطنه وكان كثير الشّعر- فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التّراب يقول:

اللهمّ لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا

إنّ الألى قد بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا

قال ثمّ يمدّ صوته بآخرها) » «٥» .

٢٢-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: زوّجني أبي امرأة من قريش، فلمّا دخلت عليّ جعلت لا أنحاش لها «٦» ممّا بي من القوّة على العبادة من الصّوم والصّلاة فجاء عمرو بن العاص إلى كنّته «٧» حتّى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرّجال، أو كخير البعولة من رجل لم يفتّش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا، فأقبل عليّ فعذمني «٨» وعضّني بلسانه! فقال:

أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها «٩» وفعلت وفعلت!! ثمّ انطلق إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فشكاني فأرسل إليّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأتيته، فقال لي: أتصوم النّهار؟

قلت: نعم، قال: وتقوم اللّيل؟ قلت: نعم، قال:

لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأنام، وأمسّ النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» قال: «اقرأ القرآن في كلّ شهر» قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال:

«فاقرأه في كلّ عشرة أيّام» قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتّى قال: صم يوما وأفطر يوما فإنّه أفضل الصّيام وهو صيام أخي داود صلّى الله عليه وسلّم قال حصين في حديثه: ثمّ قال صلّى الله عليه وسلّم: فإنّ لكلّ


(١) البخاري- الفتح ١ (٨٦) . ومسلم (٩٠٥) واللفظ له.
(٢) شق بصره: أي شخص وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.
(٣) في الغابرين: أي الباقين أي كن خليفة له في ذريته.
(٤) مسلم (٩٢٠) .
(٥) البخاري- الفتح ٧ (٤١٠٦) واللفظ له في هذا الموضع ٦ (٣٠٣٤) ، ومسلم (١٨٠٣) .
(٦) لا أنحاش لها: أي لا أكترث لها، ولا أعبأبها.
(٧) الكنّة: بفتح الكاف، وهي هنا زوجة الابن.
(٨) فعذمني: أي لامني.
(٩) فعضلتها: هو من العضل: وهو المنع، أراد أنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم، ولم تتركها تتصرف في نفسها فكأنك قد منعتها.