للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه- قال: كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالقاحة «١» ، ومنّا المحرم ومنّا غير المحرم، فرأيت أصحابي يتراءون شيئا فنظرت فإذا حمار وحش- يعني وقع سوطه- فقالوا: لا نعينك عليه بشيء، إنّا محرمون، فتناولته فأخذته، ثمّ أتيت الحمار من وراء أكمة فعقرته «٢» فأتيت به أصحابي، فقال بعضهم: كلوا. وقال بعضهم: لا تأكلوا.

فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو أمامنا، فسألته فقال: «كلوه حلال» ) * «٣» .

١٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لأن يأخذ أحدكم حبله ثمّ يغدو- أحسبه قال- إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدّق خير له من أن يسأل النّاس» ) * «٤» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قال ليس المسكين الّذي يطوف على النّاس تردّه اللّقمة واللّقمتان والتّمرة والتّمرتان، ولكن المسكين الّذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن به فيتصدّق عليه ولا يقوم فيسأل النّاس» ) * «٥» .

٢١-* (عن عديّ بن عميرة الكنديّ- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطا «٦» فما فوقه، كان غلولا يأتي به يوم القيامة» قال: فقام إليه رجل أسود من الأنصار. كأنّي أنظر إليه، فقال: يا رسول الله! اقبل عنّي عملك. قال: «وما لك؟» . قال:

سمعتك تقول: كذا وكذا. قال: «وأنا أقوله الآن. من استعملناه منكم على عمل فليجىء بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ. وما نهي عنه انتهى» ) * «٧»

٢٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» ) * «٨» .

٢٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من يأخذ عنّي هؤلاء الكلمات فيعمل بهنّ أو يعلّم من يعمل بهنّ؟» . فقال أبو هريرة:

فقلت: أنا يا رسول الله. فأخذ بيدي فعدّ خمسا وقال:

«اتّق المحارم تكن أعبد النّاس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى النّاس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضّحك، فإنّ كثرة الضّحك تميت القلب» ) * «٩» .

٢٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه-


(١) القاحة: اسم واد على بعد ثلاثة أميال من المدينة.
(٢) الأكمة: هي التّلّ وهو ما ارتفع عن الأرض. ومعنى عقرته أي نحرته.
(٣) البخاري- الفتح ٤ (١٨٢٣) اللفظ له. ومسلم (١١٩٦) .
(٤) البخاري الفتح ٣ (١٤٨٠) واللفظ له. ومسلم (١٠٤٢) .
(٥) البخاري الفتح ٣ (١٤٧٩) واللفظ له. ومسلم (١٠٢٩) .
(٦) المخيّط: هو الإبرة.
(٧) مسلم (١٨٣٣) .
(٨) الترمذي (٢٣١٧) وقال: حديث غريب. ابن ماجه (٣٩٧٦) . وذكره مالك في الموطأ عن على بن أبي طالب (٢/ ٦٨٩) ، وقال الزرقاني في شرح الموطأ: الحديث حسن بل صحيح، وقال: أخرجه أحمد وأبو يعلى والترمذي.
(٩) الترمذي (٢٣٠٥) واللفظ له وقال: حديث غريب، والحسن لم يسمع عن أبي هريرة شيئا وهو من روايته عنه، وابن ماجه (٤٢١٧) بمعناه، وقال في الزوائد: هذا إسناد حسن. ومسند أحمد بتخريج الشيخ أحمد شاكر (١٥/ ٢٢٨) حديث (٨٠٨١) وقال: صحيح لغيره. والورع لابن أبي الدنيا (٤٠) وقال مخرجه إسناده حسن. وقال محقق «جامع الأصول» (١١/ ٦٨٧) : وهو حديث حسن.