للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما قلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ونحن كنّا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأسأله. وو الله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك. قال: فلمّا جاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: يا نبيّ الله، إنّ عمر قال كذا وكذا.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السّفينة هجرتان» قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السّفينة يأتوني أرسلا «١» يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدّنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم ممّا قال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) * «٢» .

٥-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة يوم العيد.

فبدأ بالصّلاة قبل الخطبة. بغير أذان ولا إقامة. ثمّ قام متوكّئا على بلال، فأمر بتقوى الله. وحثّ على طاعته.

ووعظ النّاس. وذكّرهم. ثمّ مضى. حتّى أتى النّساء.

فوعظهنّ وذكّرهنّ. فقال: «تصدّقن فإنّ أكثركنّ حطب جهنّم» . فقامت امراة من سطة النّساء «٣» سفعاء الخدّين «٤» . فقالت: لم؟ يا رسول الله.

قال: «لأنّكنّ تكثرن الشّكاة «٥» وتكفرن العشير «٦» » قال: فجعلن يتصدّقن من حليّهنّ. يلقين في ثوب بلال من أقرطتهنّ وخواتمهنّ) * «٧» .

٦-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه-: قالت النّساء للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غلبنا عليك الرّجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهنّ يوما لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ، فكان فيما قال لهنّ: «ما منكنّ امرأة تقدّم ثلاثة من ولدها إلّا كان لها حجابا من النّار» .

فقالت امرأة. واثنين؟ فقال: «واثنين» ) * «٨» .

٧-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتخوّلنا بالموعظة في الأيّام كراهة السّآمة علينا) * «٩» .

٨-* (عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال رجل: إنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسّمع والطّاعة، وإن عبد حبشيّ، فإنّه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين عضّوا عليها بالنّواجذ» ) * «١٠» .


(١) أرسالا: أفواجا.
(٢) البخاري- الفتح ٦ (٣١٣٦) . ومسلم (٢٥٠٣) واللفظ له
(٣) من سطة النساء: أي من خيارهن. والوسط العدل والخيار.
(٤) سفعاء الخدين: السفعة: سواد مشرب بحمرة.
(٥) الشكاة: الشكوى.
(٦) تكفرن العشير أي يجحدن الإحسان لضعف عقولهن وقلة معرفتهن.
(٧) البخاري- الفتح ٢ (٩٧٨) . ومسلم (٨٨٥) واللفظ له.
(٨) البخاري- الفتح ١ (١٠١) واللفظ له. ومسلم (٢٦٣٣) .
(٩) البخاري- الفتح ١ (٦٨) واللفظ له. ومسلم (٢٨٢١) .
(١٠) الترمذي (٢٦٧٦) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح. وأبو داود (٤٦٠٧) . وابن ماجة في المقدمة (٤٢) .