للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٠-* (عن جابر- رضي الله عنه- أنّ رجلا قدم من جيشان (وجيشان من اليمن) فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذّرة يقال له المزر؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أو مسكر هو؟» قال: نعم.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كلّ مسكر حرام. إنّ على الله عزّ وجلّ- عهدا، لمن يشرب المسكر، أن يسقيه من طينة الخبال» قالوا: يا رسول الله؛ وما طينة الخبال؟

قال: «عرق أهل النّار، أو عصارة أهل النّار» ) * «١» .

٢١-* (عن ابن محيريز؛ أنّ رجلا من بني كنانة يدعى المخدجيّ سمع رجلا بالشّام يدعى أبا محمّد يقول: إنّ الوتر واجب، قال المخدجيّ: فرحت إلى عبادة بن الصّامت فأخبرته، فقال عبادة: كذب أبو محمّد، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «خمس صلوات كتبهنّ الله على العباد، فمن جاء بهنّ لم يضيّع منهنّ شيئا استخفافا بحقّهنّ كان له عند الله عهد أن يدخله الجنّة، ومن لم يأت بهنّ فليس له عند الله عهد: إن شاء عذّبه، وإن شاء أدخله الجنّة» ) * «٢» .

٢٢-* (عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ أنّ كفّار قريش، كتبوا إلى ابن أبيّ ومن كان يعبد معه الأوثان، من الأوس، والخزرج، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ بالمدينة، قبل وقعة بدر: إنّكم آويتم صاحبنا، وإنّا نقسم بالله لتقاتلنّه أو لتخرجنّ أو لنسيرنّ إليكم بأجمعنا حتّى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم فلمّا بلغ ذلك عبد الله بن أبيّ ومن كان معه من عبدة الأوثان، اجتمعوا لقتال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا بلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقيهم فقال: «لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ممّا تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم؟» .

فلمّا سمعوا ذلك من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، تفرّقوا، فبلغ ذلك كفّار قريش، فكتبت كفّار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود: إنّكم أهل الحلقة «٣» والحصون، وإنّكم لتقاتلنّ صاحبنا، أو لنفعلنّ كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء- وهي الخلاخيل- فلمّا بلغ كتابهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أجمعت بنو النّضير بالغدر، فأرسلوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك، وليخرج منّا ثلاثون حبرا، حتّى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك، فإن صدّقوك وآمنوا بك، آمنّا بك، [فقصّ خبرهم] فلمّا كان الغد، غدا عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالكتائب فحصرهم فقال لهم:

«إنّكم والله لا تأمنون عندي إلّا بعهد تعاهدوني عليه» فأبوا أن يعطوه عهدا، فقاتلهم يومهم ذلك. ثمّ غدا على بني قريظة بالكتائب، وترك بني النّضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه. فانصرف عنهم، وغدا على بني النّضير بالكتائب فقاتلهم، حتّى نزلوا على الجلاء، فجلت بنو النّضير، واحتملوا ما أقلّت الإبل من


(١) مسلم (٢٠٠٢) .
(٢) أبو داود (١٤٢٠) واللفظ له وقال الألباني (١٢٥٨) : صحيح. والنسائي (١/ ٢٣٠) . الموطأ: صلاة الليل (حديث رقم ١٤) . والدارمي (١/ ٢٠٨ حديث رقم ١٥٧٧) .
(٣) الحلقة: الدروع، وقد يراد بها السلاح مطلقا.