للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثمّ أتبعه عليّا، فبينا أبو بكر في بعض الطّريق إذ سمع رغاء «١» ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القصواء، فخرج أبو بكر فزعا، فظنّ أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإذا هو عليّ، فدفع إليه كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمر عليّا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجّا، فقام عليّ أيّام التّشريق، فنادى: ذمّة الله ورسوله بريئة من كلّ مشرك، فسيحوا في الأرض «٢» أربعة أشهر، ولا يحجّن بعد العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ولا يدخل الجنّة إلّا مؤمن، وكان عليّ ينادي، فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها» ) * «٣»

١٢-* (عن عبد الله بن سلام- رضي الله عنه- قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ سمع القوم وهم يقولون: أيّ الأعمال أفضل يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيل الله، وحجّ مبرور» . ثمّ سمع نداء في الوادي يقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «وأنا أشهد، وأشهد أن لا يشهد بها أحد إلّا برىء من الشّرك» ) * «٤» .

١٣-* (عن عائشة- رضي الله عنها-، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ثلاث أحلف عليهنّ والرّابع لو حلفت عليه لرجوت أن لا آثم. لا يجعل الله عبدا له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، ولا يتولّى الله عبد في الدّنيا فيولّيه غيره يوم القيامة، ولا يحبّ رجل قوما إلّا كان معهم أو منهم، والرّابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم، لا يستر الله على عبد في الدّنيا إلّا ستر الله عليه في الآخرة» . قال فحدّثت به عمر بن عبد العزيز فقال عمر: إذا سمعتم مثل هذا الحديث عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاحفظوه واحتفظوا به» ) * «٥» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

جئت مع عليّ بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أهل مكّة ببراءة، قال: ما كنتم تنادون قال كنّا ننادي.

أنّه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عهد فأجله أو أمده إلى أربعة أشهر، فإذا مضت الأربعة أشهر فإنّ الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يحجّ بعد العام مشرك فكنت أنادي حتّى صحل «٦» صوتي» ) * «٧» .

١٥-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما-، قال: حضرت عصابة من اليهود نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم يوما فقالوا:

يا أبا القاسم حدّثنا عن خلال نسألك عنهنّ، لا يعلمهنّ إلّا نبيّ، قال: سلوني عمّا شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمّة الله وما أخذ يعقوب عليه السّلام على بنيه، لئن حدّثتكم شيئا فعرفتموه لتتا بعنّي على الإسلام، قالوا: فذلك لك، قال: فسلوني عمّا شئتم، قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهنّ. أخبرنا، أيّ الطّعام حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التّوراة؟ وأخبرنا، كيف ماء المرأة


(١) رغاء: صوت الابل.
(٢) فسيحوا: سيروا آمنين.
(٣) الترمذي ٥ (٣٠٩١) واللفظ له وقال حديث حسن غريب وقال محقق جامع الأصول (٨/ ٦٦٠) : إسناده حسن.
(٤) رواه أحمد (٥/ ٤٥١) واللفظ له، والهيثمي في المجمع (٥/ ٢٧٨) وقال: رجاله ثقات.
(٥) رواه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٨٤) واللفظ له، ونقل عن عمر بن عبد العزيز الأمر بحفظه والاحتفاظ به وكذا الذهبي. والهيثمي في المجمع (١/ ٣٧) مختصرا وقال رواه أحمد ورجاله ثقات، وأبو يعلى.
(٦) صحل: ذهب حدته.
(٧) البخاري- الفتح ٨ (٤٦٥٥) ، والنسائي ٥ (٢٣٤) وهذا لفظ النسائي، وأحمد (٢/ ٢٩٩) ، والدارمى (١٤٣٧، ٢٥٠٩) .