للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأظنّه قد قال هذه أيضا: تباركت ربّنا وتعاليت، قال شعبة: وقد حدّثني من سمع هذا منه، ثمّ إنّي سمعته حدّث بهذا الحديث مخرجه إلى المهديّ بعد موت أبيه، فلم يشكّ في «تباركت وتعاليت» فقلت لشعبة: إنّك تشكّ فيه؟ فقال: لي فيه شكّ» ) * «١» .

١٨-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- يقول: كنّا قعودا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتّى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: «هي هرب وحرب «٢» ، ثمّ فتنة السّرّاء دخنها «٣» من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنّه منّي وليس منّي، وإنّما أوليائي: المتّقون، ثمّ يصطلح النّاس على رجل كورك على ضلع «٤» ، ثمّ فتنة الدّهيماء «٥» لا تدع أحدا من هذه الأمّة إلّا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرّجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتّى يصير النّاس إلى فسطاطين «٦» فسطاط إيمان لانفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدّجّال من يومه أو (من) غده» ) * «٧» .

١٩-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: لمّا بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمشي تحت راحلته فلمّا فرغ قال: «يا معاذ إنّك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا أو لعلّك أن تمرّ بمسجدي هذا، أو قبري» فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: «إنّ أولى النّاس بي المتّقون من كانوا وحيث كانوا» ) * «٨» .

٢٠-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما-، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برىء من الله تعالى وبرىء الله تعالى منه، وأيّما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع، فقد برئت منهم ذمّة الله تعالى» ) * «٩» .

٢١-* (عن أبي مالك الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّه جمع قومه فقال: يا معشر الأشعريّين اجتمعوا أو اجمعوا نساءكم وأبناءكم أعلّمكم صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، صلّى لنا بالمدينة فاجتمعوا وجمعوا نساءهم وأبناءهم، فتوضّأ وأراهنّ كيف يتوضّأ، فأحصى الوضوء إلى أماكنه حتّى لمّا أن فاء الفيء وانكسر الظّلّ، قام فأذّن فصفّ الرّجال في أدنى الصّفّ، وصفّ الولدان خلفهم وصفّ النّساء خلف الولدان، ثمّ أقام الصّلاة فتقدّم فرفع يديه فكبّر فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثمّ كبّر فركع فقال: سبحان الله وبحمده ثلاث مرار، ثمّ قال: سمع الله لمن حمده، واستوى قائما ثمّ كبّر وخرّ ساجدا ثمّ كبّر فرفع رأسه ثمّ كبّر فسجد ثمّ كبّر فنهض قائما فكان تكبيره في أوّل ركعة ستّ تكبيرات، وكبّر حين قام إلى


(١) الترمذي (٢٥٢٠) وقال: حديث صحيح، وقال الشيخ أحمد شاكر في المسند (٣/ ١٧١) : إسناده صحيح. وقال محقق جامع الأصول (٦/ ٤٤٤) : إسناده صحيح.
(٢) حرب: بفتح الراء ذهاب المال والأهل.
(٣) دخنها: إثارتها وهيجها.
(٤) كورك على ضلع: هذا مثل، أي أنه لا يستقل بالملك ولا يلائمه كما أن الورك لا تلائم الضلع.
(٥) فتنة الدهيماء: الدهيماء: السوداء المظلمة وقيل الداهية يذهب بها إلى الدهيم، وهي في زعم العرب اسم ناقة مشئومة غزا عليها سبعة أخوة فقتلوا عن آخرهم.
(٦) فسطاطين: أي إلى فرقتين منحازتين عن بعضهما.
(٧) أبو داود ٤ (٤٢٤٢) واللفظ له، وقال محقق «جامع الأصول» (١٠/ ٢٤) : وإسناده صحيح.
(٨) أحمد (٥/ ٢٣٥) ، وأخرجه الطبراني (٢٠/ ٢٤١) . والهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٦) وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.
(٩) أحمد (٢/ ٣٢) ، وقال الشيخ أحمد شاكر ٧ (٤٨٨٠) : إسناده صحيح.