للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غرضهم إلّا التّعنّت) * «١» .

٥-* (قال قتادة: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ (الملك/ ٥) : خلق هذه النّجوم لثلاث:

جعلها زينة للسّماء، ورجوما للشّياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأوّل فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلّف مالا علم له به. وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به وزاد في آخره: وإنّ ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النّجوم كهانة: من غرس بنجم كذا كان كذا، ومن سافر بنجم كذا كان كذا، ولعمري ما من النّجوم نجم إلّا ويولد به الطّويل والقصير والأحمر والأبيض والحسن والدّميم، وما علم هذه النّجوم وهذه الدّابّة وهذا الطّائر شيئا من هذا الغيب) * «٢» .

٦-* (قال البخاريّ- رحمه الله-: مدح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صاحب الحكمة حين يقضي بها ويعلّمها ولا يتكلّف من قبله، ومشاورة الخلفاء وسؤالهم أهل العلم) * «٣» .

٧-* (قال ابن كثير- رحمه الله تعالى-: يقول تعالى: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين: ما أسألكم على هذا البلاغ وهذا النّصح أجرا تعطونيه من عرض الحياة الدّنيا وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (ص/ ٨٦) أي وما أريد على ما أرسلني الله تعالى به، ولا أبتغي زيادة عليه بل ما أمرت به أدّيته لا أزيد عليه ولا أنقص منه، وإنّما أبتغي بذلك وجه الله- عزّ وجلّ- والدّار

الآخرة) * «٤» .

٨-* (قال ابن عقيل- رحمه الله تعالى-: قال لي رجل: أنغمس في الماء مرارا كثيرة وأشكّ هل صحّ لي الغسل أم لا؟ فما ترى في ذلك؟ فقلت له: اذهب فقد سقطت عنك الصّلاة. قال وكيف؟ قال: لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتّى يفيق، والنّائم حتّى يستيقظ، والصّبيّ حتّى يبلغ» . ومن ينغمس في الماء مرارا ويشكّ هل أصابه الماء أم لا فهو مجنون) * «٥» .

٩-* (لا يتعمّق أحد في الأعمال الدّينيّة، ويترك الرّفق إلّا عجز، وانقطع فيغلب) * «٦» .

١٠-* (وقال أيضا- رحمه الله-: الأخذ بالعزيمة في موضع الرّخصة تنطّع، كمن يترك التّيمّم عند العجز عن استعمال الماء، فيفضي به استعماله إلى حصول الضّرر) * «٧» .

١١-* (قال ابن المنيّر- رحمه الله-: رأينا ورأى النّاس قبلنا أنّ كلّ متنطّع في الدّين ينقطع، وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنّه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدّي إلى الملال والمبالغة في التّطوّع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلّي اللّيل كلّه ويغالب النّوم إلى أن غلبته عيناه في آخر اللّيل، فنام عن صلاة


(١) تفسير ابن كثير (١/ ١١١) .
(٢) فتح الباري (٦/ ٣٤١) .
(٣) المرجع السابق (١٣/ ٣١١) .
(٤) تفسير ابن كثير (٤/ ٤٤) .
(٥) إغاثة اللهفان (١/ ١٣٤) .
(٦) فتح الباري (١/ ١١٧) .
(٧) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.