للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت.

قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلّا بالله ثمّ بك. أسألك، بالّذي ردّ عليك بصرك شاة أتبلّغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فردّ الله إليّ بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فو الله لا أجهدك اليوم «١» شيئا أخذته لله.

فقال: أمسك مالك، فإنّما ابتليتم، فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك» ) * «٢» .

٦-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أريت النّار فإذا أكثر أهلها النّساء يكفرن. قيل: أيكفرن بالله؟. قال: يكفرن العشير، ويكفرن

الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهنّ الدّهر ثمّ رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قطّ» ) * «٣» .

٧-* (عن وائل بن حجر- رضي الله عنه- قال: كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتاه رجلان يختصمان في أرض فقال أحدهما: إنّ هذا انتزى على أرضي يا رسول الله في الجاهليّة. قال: «بيّنتك» ، قال: ليس لي بيّنة. قال: «يمينه» . قال: إذن يذهب بها. قال:

«ليس لك إلّا ذاك» ، قال: فلمّا قام ليحلف قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من اقتطع أرضا ظالما، لقي الله وهو عليه غضبان» ) * «٤» .

٨-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا. ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا. من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضّله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا» ) * «٥» .

٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قال الله- عزّ وجلّ-:

يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر، بيدي الأمر، أقلّب اللّيل والنّهار» ) * «٦» .

١٠-* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه- أنّه قال: صلّى لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة الصّبح بالحديبية على أثر سماء كانت من اللّيلة، فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربّكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي، وكافر بالكوكب، وأمّا من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، ومؤمن


(١) أجهدك: معناه لا أشق عليك برد شيء تأخذه.
(٢) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٦٤) . ومسلم (٢٩٦٤) واللفظ له.
(٣) البخاري- الفتح ١ (٢٩) واللفظ له، ومسلم (٩٠٧) .
(٤) مسلم (١٣٩) .
(٥) الترمذي (٢٥١٢) واللفظ له، وقال: حسن غريب. وبعضه في مسلم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- (٢٩٦٣) ، ابن ماجة (٤١٤٢) .
(٦) البخاري- الفتح ٨ (٤٨٢٦) .