للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحد في الجنّة، واثنان في النّار. فأمّا الّذي في الجنّة فرجل عرف الحقّ فقضى به، ورجل عرف الحقّ فجار فهو في النّار، ورجل قضى للنّاس على جهل فهو في النّار» ) * «١» .

١٤-* (عن سماك بن حرب. قال: قلت لجابر ابن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال:

نعم، كثيرا. كان لا يقوم من مصلّاه الّذي يصلّي فيه الصّبح أو الغداة حتّى تطلع الشّمس، فإذا طلعت الشّمس قام، وكانوا يتحدّثون فيأخذون في أمر الجاهليّة فيضحكون ويتبسّم) * «٢» .

١٥-* (عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- قال: كان النّاس يسألون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الخير، وكنت أسأله عن الشّرّ مخافة أن يدركني، فقلت:

يا رسول الله، إنّا كنّا في جاهليّة وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال: «نعم» قلت:

وهل بعد ذلك الشّرّ من خير؟ قال: «نعم وفيه دخن» قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» ، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: «نعم. دعاة على أبواب جهنّم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» . قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال:

«هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا» . قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» ، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟

قال: «فاعتزل تلك الفرق كلّها ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتّى يدركك الموت وأنت على ذلك» ) * «٣» .

١٦-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعو بهذا الدّعاء: «ربّ اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كلّه وما أنت أعلم به منّي. اللهمّ اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدّي وكلّ ذلك عندي، اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدّم وأنت المؤخّر، وأنت على كلّ شيء قدير» ) * «٤» .

١٧-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحبّ أنّ لي به حمر النّعم «٥» أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخد من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جلوس عند باب من أبوابه فكرهنا أن نفرّق بينهم فجلسنا حجرة «٦» إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتّى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مغضبا قد احمرّ وجهه يرميهم بالتّراب، ويقول: «مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم، باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إنّ القرآن لم ينزل يكذّب بعضه بعضا، بل


(١) أبو داود (٣٥٧٣) واللفظ له. وصححه الألباني في الإرواء (٢٦١٤) . والحاكم (٤/ ٩٠) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وقال محقق «جامع الأصول» (١٠/ ١٦٧) : وهو حديث صحيح.
(٢) مسلم (٦٧٠) .
(٣) البخاري- الفتح ١٣ (٧٠٨٤) واللفظ له. ومسلم (١٨٤٧) .
(٤) البخاري- الفتح ١١ (٦٣٩٨) واللفظ له. ومسلم (٢٧١٩) .
(٥) حمر النّعم: النعم الإبل، والحمر جمع أحمر وهي أصبر الإبل على الهواجر.
(٦) جلسنا حجرة: أي ناحية منفردين.