للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم، وأمّا الولدان الّذين حوله فكلّ مولود مات على الفطرة» قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «وأولاد المشركين. وأمّا القوم الّذين كانوا شطر منهم حسن وشطر قبيح فإنّهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيّئا تجاوز الله عنهم» ) * «١» .

١٦-* (عن أبي قلابة قال: كنت بالشّام في حلقة فيها مسلم بن يسار. فجاء أبو الأشعث. قال:

قالوا: أبو الأشعث. أبو الأشعث. فجلس فقلت له:

حدّث أخانا حديث عبادة بن الصّامت. قال: نعم.

غزونا غزاة- وعلى النّاس معاوية- فغنمنا غنائم كثيرة، فكان فيما غنمنا آنية من فضّة فأمر معاوية رجلا أن يبيعها في أعطيات النّاس «٢» ، فتسارع النّاس في ذلك. فبلغ عبادة بن الصّامت فقام فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينهى عن بيع الذّهب بالذّهب، والفضّة بالفضّة، والبرّ بالبرّ، والشّعير بالشّعير، والتّمر بالتّمر، والملح بالملح إلّا سواء بسواء، عينا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى «٣» ، فردّ النّاس ما أخذوا، فبلغ ذلك معاوية فقام خطيبا فقال: ألا ما بال رجال يتحدّثون عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحاديث قد كنّا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه. فقام عبادة بن الصّامت فأعاد القصّة ثمّ قال: لنحدّثنّ بما سمعنا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإن كره معاوية (أو قال: وإن رغم «٤» ) . ما أبالي أن لا أصحبه في جنده ليلة سوداء «٥» ) * «٦» .

١٧-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال:

لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آكل الرّبا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء) * «٧» .

١٨-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما أحد أكثر من الرّبا إلّا كان عاقبة أمره إلى قلّة» ) * «٨» .

١٩-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- ذكر حديثا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال فيه: «ما ظهر في قوم الزّنا والرّبا إلّا أحلّوا بأنفسهم عذاب الله» ) * «٩» .

٢٠-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تشترى الثّمرة حتّى تطعم، وقال: «إذا ظهر الزّنا والرّبا في قرية فقد أحلّوا بأنفسهم عذاب الله» ) * «١٠» .


(١) البخاري- الفتح ١٢ (٧٠٤٧) واللفظ له، وأوله عند مسلم (٢٢٧٥) . وسبق تفسير غريبه مرات عديدة.
(٢) أعطيات الناس: هي جمع أعطية، وهي جمع عطاء، وهو اسم لما يعطى، كالعطية.
(٣) فمن زاد أو ازداد فقد أربى: معناه فقد فعل الربا المحرم، فدافع الزيادة وآخذها عاصيان مربيان.
(٤) رغم: بكسر الغين وفتحها: ومعناه ذل وصار كاللاصق بالرغام، وهو التراب.
(٥) ليلة سوداء: أي مظلمة غير مستنيرة بالقمر.
(٦) مسلم (١٥٨٧) .
(٧) مسلم (١٥٩٨) .
(٨) ذكره المنذري في الترغيب (٣/ ١٠) وقال: رواه ابن ماجه، والحاكم (٤/ ٣١٨) ، و (٢/ ٣٧) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وفي لفظ له قال: الربا وإن كثر، فإن عاقبته الى قل. وقال: فيه أيضا صحيح الإسناد.
(٩) المنذري في الترغيب (٣/ ٨) وقال: رواه أبو يعلى بإسناد جيد، وأخرجه الحاكم (٢/ ٣٧) وصححه، ووافقه الذهبي.
(١٠) رواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٣٧) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وذكره المنذري في الترغيب (٣/ ٨) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وذكر تصحيح الحاكم.