للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢-* (عن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة أنّه بلغه: «أنّ حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قتلت جارية لها سحرتها» ) * «١» .

٣-* (قال النّوويّ: «عمل السّحر حرام وهو من الكبائر بالإجماع وقد عدّه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من السّبع الموبقات، ومنه ما يكون كفرا، ومنه ما لا يكون كفرا بل معصية كبيرة فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر فهو كافر، وإلّا فلا، وأمّا تعلّمه وتعليمه فحرام» ) * «٢» .

٤-* (قال القرطبيّ: «السّحر حيل صناعيّة يتوصّل إليها بالاكتساب غير أنّها لدقّتها لا يتوصّل إليها إلّا آحاد النّاس، ومادّته الوقوف على خواصّ الأشياء والعلم بوجوه تركيبها وأوقاته» ) * «٣» .

٥-* (قال ابن تيميّة- رحمه الله-: «أرباب السّحر والنّيرنجيّات «٤» وعمل الكيمياء «٥» وأمثالهم ممّن يدخل في الباطل الخفيّ الدّقيق يحتاج إلى أعمال عظيمة، وأفكار عميقة، وأنواع من العبادات والزّهادات والرّياضات ومفارقة الشّهوات والعادات ثمّ آخر أمرهم الشّكّ بالرّحمن وعبادة الطّاغوت والشّيطان وعمل الذّهب المغشوش والفساد في الأرض، والقليل منهم ينال بعض غرضه الّذي لا يزيده من الله إلّا بعدا، وغالبهم محروم مأثوم يتمنّى الكفر والفسوق والعصيان وهو لا يحصل إلّا على نقل الأكاذيب وتمنّى الطّغيان، سمّاعون للكذب، أكّالون للسّحت، عليهم ذلّة المفترين» ) * «٦» .

٦-* (قال ابن القيّم- رحمه الله- في تفسير قوله تعالى وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (الفلق/ ٤) : «وهذا الشّرّ هو شرّ السّحر؛ فإنّ النّفّاثات في العقد هنّ السّواحر اللّاتي يعقدن الخيوط وينفثن على كلّ عقدة حتّى ينعقد ما يردن من السّحر. والنّفث هو النّفخ مع ريق، وهو دون التّفل، وهو مرتبة بينهما. والنّفث فعل السّاحر فإذا تكيّفت نفسه بالخبث والشّرّ الّذي يريده بالمسحور ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشّرّ والأذى مقترن بالرّيق الممازج لذلك، وقد تساعد هو والرّوح الشّيطانيّة على أذى المسحور فيقع فيه السّحر بإذن الله الكونيّ القدريّ لا الأمريّ الشّرعيّ. فإن قيل: فالسّحر يكون من الذّكور والإناث، فلم خصّ الاستعاذة من الإناث دون الذّكور؟ والجواب المحقّق: أنّ النّفّاثات هنا هنّ الأرواح والأنفس النّفّاثات لا النّساء النّفّاثات لأنّ تأثير السّحر إنّما هو من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشّرّيرة، وسلطانه إنّما يظهر منها فلهذا ذكرت النّفّاثات هنا بلفظ التّأنيث دون التّذكير. والله أعلم» ) * «٧» .


(١) موطأ مالك (٦٦٣) ، وذكره ابن القيم في ازاد المعاد (٥/ ٦٧) وصحح إسناده الأرناؤوطيان في تعليهما عليه..
(٢) فتح الباري (١٠/ ٢٣٥) .
(٣) الفتح (١/ ٢٣٣) .
(٤) النيرنجيات: أخذ كالسحر وليس به، إنما هو تشبيه وتلبيس.
(٥) وربما كان مقصد شيخ الإسلام وغايته أن بعض الناس يصنعون حديدا فيستخرجون الكيمياء ليضرب اللون الأصفر ليشتريه المشتري على أنه ذهبا فإذا أحمه ورآه بعد هذه وجده حديدا.
(٦) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (٥/ ٦٢) .
(٧) التفسير القيم، للإمام ابن القيم (٥٦٣، ٥٦٤) .