للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحبّونكم. ويصلّون عليكم وتصلّون عليهم. وشرار أئمّتكم الّذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» قيل: يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسّيف؟

فقال: «لا. ما أقاموا فيكم الصّلاة. وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدا من طاعة» ) * «١» .

٢٥-* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه- قال:

قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «الرّؤيا الصّالحة من الله، والحلم من الشّيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا، وليتعوّذ من الشّيطان، فإنّها لا تضرّه. وإنّ الشّيطان لا يتراءى بي» ) * «٢» .

٢٦-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «السّمع والطّاعة على المرء المسلم فيما أحبّ وكره ما لم يؤمر بمعصية. فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» ) * «٣» .

٢٧-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رجل يا رسول الله أيّ الهجرة أفضل؟ قال: «أن تهجر ما كره ربّك» وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر وهجرة البادي.

فأمّا البادي فيجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر. وأمّا الحاضر فهو أعظمها بليّة وأعظمها أجرا» ) * «٤» .

٢٨-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا رأى ما يحبّ قال:

«الحمد لله الّذي بنعمته تتمّ الصّالحات» . وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كلّ حال» ) * «٥» .

٢٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله ما أكره، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله إنّي كنت أدعو أمّي إلى الإسلام فتأبى عليّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أمّ أبي هريرة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ اهد أمّ أبي هريرة» فخرجت مستبشرا بدعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف «٦» فسمعت أمّي خشف قدميّ «٧» ، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء «٨» . قال: فاغتسلت، ولبست درعها، وعجلت عن خمارها ففتحت الباب، ثمّ قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال: قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك، وهدى أمّ أبي هريرة.

فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا. قال: قلت يا رسول


(١) مسلم (١٨٥٥) .
(٢) البخاري- الفتح ١٢ (٦٩٩٥) واللفظ له. ومسلم (٢٢٦١) .
(٣) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٤٤) واللفظ له. ومسلم (١٨٣٩) .
(٤) النسائي (٧/ ١٤٤) وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٦٠٨) : حديث حسن.
(٥) ابن ماجة (٣٨٠٣) واللفظ له، وفي الزوائد: إسناده صحيح. والحاكم في المستدرك (١/ ٤٩٩) . وصححه وأقره الذهبي. والبغوي في شرح السنة (٥/ ١٨٠) وقال محققه: حسن بشواهده.
(٦) مجاف: مغلق.
(٧) خشف قدمي: أي صوتهما في الأرض.
(٨) خضخضة الماء: أي صوت تحريكه.