للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهي عليّ ومثلها معها «١» » . قال: «يا عمر، أما شعرت أنّ عمّ الرجل صنو أبيه) * «٢» .

٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

جاء رجل من بني فزارة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّ امرأتي ولدت غلاما أسود. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هل لك من إبل؟» . قال: نعم. قال: «فما ألوانها؟» . قال: حمر.

قال: «هل فيها من أورق «٣» ؟» قال: إنّ فيها لورقا.

قال: «فأنّى أتاها ذلك» قال: عسى أن يكون نزعه عرق «٤» . قال: «وهذا عسى أن يكون نزعه عرق» ) * «٥» .

٩-* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه- قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء «٦» كانت من اللّيل. فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربّكم؟» . قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «قال:

أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأمّا من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب.

وأمّا من قال: مطرنا بنوء «٧» كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب» ) * «٨» .

١٠-* (عن جندب البجليّ- رضي الله عنه- قال: قالت امرأة: يا رسول الله، ما أرى صاحبك إلّا أبطأك. فنزلت: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (الضحى/ ٣) * «٩» .

١١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن يخرج سفرا، أقرع بين نسائه. فأيّتهنّ خرج سهمها، خرج بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معه. قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها. فخرج فيها سهمي. فخرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وذلك بعدما أنزل الحجاب. فأنا أحمل في هودجي، وأنزل فيه، مسيرنا. حتّى إذا فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من غزوه، وقفل، ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل.

فقمت حين آذنوا بالرحيل. فمشيت حتّى جاوزت الجيش. فلمّا قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل.

فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار «١٠» قد انقطع. فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه.

وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فحملوا هودجي.


(١) وأما العباس فهي عليّ ومثلها معها: معناه أني تسلفت منه زكاة عامين.
(٢) البخاري- الفتح ٣ (١٤٦٨) ، ومسلم (٩٨٣) واللفظ له، وقوله: صنو أبيه أي مثله ونظيره يعني أنهما من أصل واحد.
(٣) الأورق: هو الذي فيه سواد ليس بصاف، ومنه قيل للرماد: أورق وجمعه ورق كأحمر وحمر.
(٤) عسى أن يكون نزعه عرق: المراد بالعرق: الأصل من النسب تشبها بعرق الشجرة، ومنه قولهم فلان معرق فى النسب، ومعنى نزعه أى أشبهه واجتذبه إليه، وأظهر لونه عليه فكأنه جذبه إليه لشبهه.
(٥) البخاري- الفتح ٩ (٥٣٠٥) ، ومسلم (١٥٠٠) واللفظ له.
(٦) في إثر السماء: أي بعد المطر. والسماء: المطر.
(٧) بنوء: النوء في أصله ليس هو نفس الكوكب، فانه مصدر ناء النجم ينوء أي سقط وغاب، وقيل: نهض وطلع.
(٨) البخاري الفتح ٧ (٤١٤٧) ، مسلم (٧١) واللفظ له.
(٩) البخاري الفتح ٨ (٤٩٥١) .
(١٠) عقدي من جزع ظفار: والعقد نحو القلادة والجزع خرز يماني. وظفار قرية باليمن.