للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: لي، يا رسول الله. فقال: «أفلا تتّقي الله في هذه البهيمة الّتي ملّكك الله إيّاها، فإنّه شكا إليّ أنّك تجيعه وتدئبه «١» » ) * «٢» .

٦-* (عن عائشة- رضي الله عنها- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ أبغض الرّجال إلى الله الألدّ الخصم» ) * «٣» .

٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رجلا تقاضى «٤» رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأغلظ له، فهمّ به أصحابه، فقال: «دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا، واشتروا له بعيرا فأعطوه

إيّاه» . وقالوا: لا نجد إلّا أفضل من سنّه، قال: «اشتروه فأعطوه إيّاه؛ فإنّ خيركم أحسنكم قضاء» ) * «٥» .

٨-* (عن عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما- عن أبيه، أنّه حدّثه: أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزّبير عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في شراج «٦» الحرّة الّتي يسقون بها النّخل، فقال الأنصاريّ: سرّح «٧» الماء يمرّ. فأبى عليه. فاختصما عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للزّبير: «اسق يا زبير: ثمّ أرسل الماء إلى جارك» . فغضب الأنصاريّ فقال: أن كان ابن عمّتك! فتلوّن وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: «اسق يا زبير، ثمّ احبس الماء حتّى يرجع إلى الجدر «٨» . فقال الزّبير: والله إنّي لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك:

فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ (النساء: ٦٥)) * «٩» .

٩-* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال: «إنّما أنا بشر، وإنّه يأتيني الخصم فلعلّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنّه صادق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحقّ مسلم فإنّما هي قطعة من النّار فليأخذها أو ليتركها» ) * «١٠» .

١٠-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- أنّ أباه أتى به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي نحلت ابني هذا غلاما كان لي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أكلّ ولدك نحلته مثل هذا؟» فقال: لا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فأرجعه» .

وفي رواية: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أفعلت هذا بولدك كلّهم؟» قال: لا، قال: «اتّقوا الله واعدلوا في أولادكم» فرجع أبي فردّ تلك الصّدقة) * «١١» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن


(١) تدئبه: تتعبه بالكد والعمل.
(٢) أبو داود (٢٥٤٩) ، وقال الألباني (٢/ ٤٨٥) : صحيح، وعند مسلم: بجملة الهدف والحائش فقط.
(٣) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٥٧) .
(٤) تقاضى: أي طلب منه الدين.
(٥) البخاري- الفتح ٥ (٢٣٩٠) .
(٦) شراج الحرة: هي مسايل الماء واحدها شرجة والحرة هي الأرض الملسة فيها حجارة سود.
(٧) سرح: أي أرسله.
(٨) الجدر بفتح الجيم وكسرها وهو الجدار، وجمع الجدار جدر ككتاب وكتب، وجمع الجدر، جدور والمراد بالجدر أصل الحائط.
(٩) البخاري- الفتح ٥ (٢٣٥٩) واللفظ له، ومسلم (٢٣٥٧) .
(١٠) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٨١) .
(١١) البخاري- الفتح ٥ (٢٥٨٦) و (٢٥٨٧) ، ومسلم (١٦٢٣) واللفظ له.