للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «ارم فداك أبي وأمّي» . قال:- أي سعد-:

فنزعت له بسهم ليس فيه نصل «١» فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته. فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى نظرت إلى نواجذه) * «٢» .

١٩-* (عن زيد بن أسلم عن أبيه أنّ عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- خرج إلى المسجد فوجد معاذ بن جبل عند قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يبكي، فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: حديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اليسير من الرّياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة: إنّ الله يحبّ الأبرار الأتقياء الأخفياء الّذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كلّ غبراء مظلمة» ) * «٣» .

٢٠-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّه خطب النّاس فقال: يا أيّها النّاس، اتّقوا هذا الشّرك فإنّه أخفى من دبيب النّمل. فقام إليه عبد الله ابن حزن وقيس بن المضارب فقالا: والله لتخرجنّ ممّا قلت أو لنأتينّ عمر مأذون لنا أو غير «٤» مأذون قال:

بل أخرج ممّا قلت: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ذات يوم فقال: «أيّها النّاس، اتّقوا هذا الشّرك فإنّه أخفى من دبيب النّمل» فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتّقيه وهو أخفى من دبيب النّمل يا رسول الله؟ قال:

قولوا: «اللهمّ إنّا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم» ) * «٥» .

٢١-* (عن فروة بن نوفل- رضي الله عنه- قال: إنّه أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، علّمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال: «اقرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (الكافرون/ ١) «٦» فإنّها براءة من الشّرك» ) * «٧» .

٢٢-* (عن سعيد بن جبير قال: خرج علينا أو إلينا- ابن عمر- رضي الله عنهما-: فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمّد صلّى الله عليه وسلّم يقاتل المشركين وكان الدّخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك) * «٨» .

٢٣-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: قال: «أمرت أن أقاتل المشركين حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، فإذا شهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله


(١) فنزعت له بسهم ليس فيه نصل: أي رميته بسهم، والنّصل: حديدة السّهم.
(٢) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٢٥) ، ومسلم (٢٤١٢) واللفظ له.
(٣) الحاكم (١/ ٤) وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين ووافقه الذهبي.
(٤) هكذا في الأصل (برفع مأذون، وغير) وكذا في المسند الجامع (١١/ ٣٢٧) برقم ٨٧٨٤) والسياق يقتضي أن يكون منصوبا على الحال: أي: مأذونا لنا أو غير مأذون.
(٥) أحمد (٤/ ٤٠٣) واللفظ له، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه كذلك للطبراني. وقال: رواته محتج بهم في الصحيح الا أبو أحمد الراوي عن أبي موسى وثقه ابن حبان ولم يجرّحه أحد (١/ ٧٦) .
(٦) والمراد السورة كلها.
(٧) الترمذي (٣٤٠٣) واللفظ له، أحمد (٥/ ٤٥٦) .
(٨) البخاري- الفتح ٨ (٤٦٥١) .