للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحلف بها دون الله شرك» ) * «١» .

٤٦-* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ- رضي الله عنه- قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله؟ - وكنّا حديث عهد ببيعة-. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله ثمّ قال: ألا تبايعون رسول الله؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: ألا تبايعون رسول الله؟ قال:

فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك؟ قال: «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصّلوات الخمس، وتطيعوا (وأسرّ كلمة خفيّة) ولا تسألوا النّاس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم. فما يسأل أحدا يناوله إيّاه» ) * «٢» .

٤٧-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبّة سيجان «٣» مزرورة بالدّيباج فقال: ألا إنّ صاحبكم هذا قد وضع كلّ فارس ابن فارس. أو قال: يريد أن يضع كلّ فارس ابن فارس، ويرفع كلّ راع ابن راع. قال: فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمجامع جبّته، وقال: «ألا أرى عليك لباس من لا يعقل» ثمّ قال: «إنّ نبيّ الله نوحا صلّى الله عليه وسلّم لمّا حضرته الوفاة قال لابنه: إنّي قاصّ عليك الوصيّة: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك ب «لا إله إلّا الله» فإنّ السّماوات السّبع، والأرضين السّبع، لو وضعت في كفّة ووضعت لا إله إلّا الله في كفّة، رجحت بهنّ لا إله إلّا الله» ولو أنّ السّماوات السّبع، والأرضين السّبع، كنّ حلقة مبهمة قصمتهنّ «لا إله إلّا الله» وسبحان الله وبحمده، فإنّها صلاة كلّ شيء، وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشّرك والكبر، قال: قلت أو قيل: يا رسول الله، هذا الشّرك قد عرفناه، فما الكبر؟ قال: أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان؟ قال:

«لا» ، قال: هو أن يكون لأحدنا حلّة يلبسها؟ قال:

«لا» ، قال: الكبر هو أن يكون لأحدنا دابّة يركبها؟

قال: «لا» ، قال: أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: «لا» ، قيل: يا رسول الله، فما الكبر؟ قال: «سفه الحقّ وغمص النّاس» ) * «٤» .

٤٨-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قبّة. نحوا من أربعين رجلا. فقال: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة؟» قال: قلنا: نعم. فقال: «أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنّة؟» فقلنا: نعم. فقال: «والّذي نفسي بيده إنّي لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنّة؛ وذاك أنّ الجنّة لا يدخلها إلّا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشّرك إلّا كالشّعرة البيضاء في جلد الثّور الأسود، أو


(١) الحاكم (١/ ١٨) وقال: على شرط مسلم.
(٢) مسلم (١٠٤٣) .
(٣) السيجان: جمع ساج وهو الطيلسان الأخضر، وقيل: هو الطيلسان المقور، ينسج كذلك.
(٤) أحمد (٢/ ١٧٠) وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (١٠/ ٨٧) حديث (٦٥٨٣) ، وانظر «مجمع الزوائد» (٤/ ٢١٩- ٢٢٠) .