للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً «١» .

وقال تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ «٢» .

وفي حديث أنس- رضي الله عنه-؛ في الشّفاعة، وفيه: «فيأتون عيسى، فيقول: لست هناكم «٣» ولكن ائتوا محمّدا عبدا غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ... » «٤» .

وفي حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-؛ في الشّفاعة أيضا، وفيه: « ... فيأتون عيسى فيقول ... اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فيأتون محمّدا صلّى الله عليه وسلّم فيقولون: يا محمّد، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ... » «٥» .

- وعن عائشة- رضي الله عنها-؛ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقوم من اللّيل حتّى تتفطّر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: «أفلا أحبّ أن أكون عبدا شكورا» .

فلمّا كثر لحمه صلّى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثمّ ركع» «٦» .

- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه-؛ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ قال: «فضّلت على الأنبياء بستّ لم يعطهنّ أحد كان قبلي: غفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت أمّتي خير الأمم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الكوثر، ونصرت بالرّعب، والّذي نفسي بيده إنّ صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه» «٧» .

- وعن حذيفة- رضي الله عنه-؛ قال: غاب عنّا رسول الله فلم يخرج حتّى ظننّا أنّه لن يخرج فلمّا خرج سجد سجدة حتّى ظننّا أنّ نفسه قد قبضت فيها، فلمّا رفع رأسه قال: «إنّ ربّي تبارك وتعالى استشارني في أمّتي ماذا أفعل بهم فقلت ما شئت أي ربّ هم خلقك وعبادك فاستشارني الثّانية فقلت له كذلك فقال لا نخزيك في أمّتك يا محمّد وبشّرني أنّ أوّل من يدخل الجنّة من أمّتي سبعون ألفا مع كلّ ألف سبعون ألفا ليس عليهم حساب ثمّ أرسل إليّ فقال: ادع تجب وسل تعطه. فقلت لرسوله: أو معطيّ ربّي سؤلي؟ فقال ما أرسلني إليك إلّا ليعطيك.


(١) سورة الفتح: آية (١- ٢) .
(٢) سورة الشرح: آية (١- ٤) .
(٣) لست هناكم: أي لست أهلا لذلك- قاله النووي في شرحه على صحيح مسلم (٣/ ٥٥) .
(٤) رواه البخاري- الفتح ١٣ (٧٤١٠) ، ومسلم برقم (١٩٣) .
(٥) رواه البخاري- الفتح ٨ (٤٧١٢) ، ومسلم برقم (١٩٤) .
(٦) رواه البخاري- الفتح ٨ (٤٨٣٧) ، ومسلم برقم (٢٨٢٠) .
(٧) رواه البزار. قال الحافظ الهيثمي: إسناده جيد- انظر مجمع الزوائد (٨/ ٢٦٩) ، وجوّد إسناده كذلك الحافظ السيوطي في الخصائص الكبري (٢/ ٣٣٦) .