للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليلة القدر، فخرجت لاخبركم بها فجاء رجلان يحيفان معهما الشّيطان فنسّيتها فالتمسوها في التّاسعة والسّابعة والخامسة» فقلت (الرّاوي عن أبي سعيد أبو نضرة) يا أبا سعيد: إنّكم

أعلم بالعدد منّا. قال: أنا أحقّ بذاك منكم فما التّاسعة والسّابعة والخامسة؟ قال:

تدع الّتي تدعون إحدى وعشرين والتي تليها التّاسعة، وتدع الّتي تدعون ثلاثة وعشرين والّتي تليها السّابعة، وتدع الّتي تدعون خمسة وعشرين والّتي تليها الخامسة» ) * «١» .

٥١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أربعة يبغضهم الله- عزّ وجلّ- البيّاع الحلّاف، والفقير المختال، والشّيخ الزّاني، والإمام الجائر» ) * «٢» .

٥٢-* (عن أبي سعيد- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر (أو أمير جائر) » ) * «٣» .

٥٣-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

ألا أحدّثكم عنّي وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلنا: بلى. قالت:

لمّا كانت ليلتي الّتي كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها عندي. انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلّا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثمّ أجافه «٤» رويدا.

فجعلت درعي في رأسي، واختمرت «٥» وتقنّعت إزاري. ثمّ انطلقت على أثره. حتّى جاء البقيع، فقام.

فأطال القيام. ثمّ رفع يديه ثلاث مرّات. ثمّ انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت. فسبقته فدخلت. فليس إلّا أن اضطجعت فدخل. فقال: «مالك؟ يا عائش حشيا رابية «٦» » قالت: لا شيء. قال: لتخبريني أو ليخبرنّي اللّطيف الخبير» قالت: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي فأخبرته. قال: «فأنت السّواد الّذي رأيت أمامي؟» قلت: نعم. فلهدني «٧» في صدري لهدة أوجعتني. ثمّ قال: «أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت:

مهما يكتم النّاس يعلمه الله» . قال: «فإنّ جبريل أتاني حين رأيت، فناداني، فأخفاه منك، فأجبته، فأخفيته منك.، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت


(١) أحمد (٣/ ١٠، ١١) وحديث أبي سعيد مخرج في الصحيحين وغيرهما بغير هذا اللفظ.
(٢) صحيح سنن النسائي (٢/ ٥٤٤) من نسخة الألباني حديث (٢٤١٤) واللفظ له. وقال: صحيح، وعزاه في الصحيحة لابن حبان (١/ ٦٣٧) حديث (٣٦٣) وقال: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
(٣) الترمذي (٢١٧٤) وقال: هذا حديث حسن غريب. وأبو داود (٤٣٤٤) واللفظ له. وصحيح النسائي للألباني (٣/ ٨٨٢) حديث (٣٩٢٥) من حديث طارق بن شهاب. والحاكم (٤/ ٥٠٥، ٥٠٦) . وذكره الألباني في الصحيحة حديث (٤٩١) (١/ ٨٠٦- ٨٠٩) . وانظر «جامع الأصول» (١/ ٣٣٣) وتعليق محققه عليه.
(٤) أجافه: أغلقه.
(٥) اختمرت: لبست خماري.
(٦) حشيا رابية: معناه قد وقع عليك الحشا وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والممتد في كلامه.
(٧) لهدني: ضربني.