للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه.

فيقال: عملت يوم كذا وكذا: كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا: كذا وكذا. فيقول: نعم- لا يستطيع أن ينكر- وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه- فيقال له:

فإنّ لك مكان كلّ سيّئة حسنة. فيقول: ربّ قد عملت أشياء لا أراها ههنا» . فلقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضحك حتّى بدت نواجذه) * «١» .

٤٦-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله إنّي أريد سفرا فزوّدني. قال: «زوّدك الله التّقوى» . قال: زدني.

قال: «وغفر ذنبك» . قال: زدني بأبي أنت وأمّي. قال:

«ويسّر لك الخير حيثما كنت» ) * «٢» .

٤٧-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في دعائه: «ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، ربّ اجعلني لك شكّارا، لك ذكّارا، لك رهّابا، لك مطيعا، إليك مخبتا، إليك أوّاها منيبا، ربّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي «٣» ، وأجب دعوتي، واهد قلبي، وسدّد لساني، وثبّت حجّتي، واسلل سخيمة قلبي» ) * «٤» .

٤٨-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ الذّنب أكبر عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندّا وهو خلقك» قلت له: إنّ ذلك لعظيم. قلت: ثمّ أيّ؟ قال: «ثمّ أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك» . قلت: ثمّ أيّ؟ قال:

«ثمّ أن تزاني حليلة جارك» ) * «٥» .

٤٩-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «عرضت عليّ أعمال أمّتي: حسنها وسيّئها. فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطّريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النّخامة تكون في المسجد لا تدفن» ) * «٦» .

٥٠-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليّة؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر) * «٧» .

٥١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه. فأيّتهنّ خرج سهمها خرج بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معه. قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي. فخرجت مع


(١) مسلم (١٩٠) .
(٢) الترمذي (٣٤٤٤) وقال: حديث حسن غريب، وصححه الألباني، صحيح سنن الترمذي (٢٧٣٩) .
(٣) الحوبة: المأثم.
(٤) ابن ماجة (٣٨٣٠) واللفظ له، والترمذي (٣٥٥١) وقال: حديث حسن.
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧٥٢٠) ، ومسلم (٨٦) واللفظ له.
(٦) مسلم (٥٥٣) .
(٧) البخاري- الفتح ١٢ (٦٩٢١) واللفظ له. ومسلم (١٢٠) .