للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤-* (عن أبي مسعود- رضي الله عنه- قال:

أشار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بيده نحو اليمن. فقال: ألا إنّ الإيمان هاهنا. وإنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين «١» .

عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشّيطان.

في ربيعة ومضر» ) * «٢» .

٥-* (عن معاوية بن الحكم السّلميّ- رضي الله عنه- قال: بينا أنا أصلّي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. إذ عطس رجل من القوم. فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واثكل أمّياه ما شأنكم تنظرون إليّ؟. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلمّا رأيتهم يصمّتونني «٣» . لكنّي سكتّ.

فلمّا صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فبأبي هو وأمّي ما رأيت معلّما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فو الله ما كهرني «٤» ولا ضربني ولا شتمني. قال: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النّاس. إنّما هو التّسبيح والتّكبير وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قلت: يا رسول الله إنّي حديث عهد بجاهليّة «٥» . وقد جاء الله بالإسلام. وإنّ منّا رجالا يأتون الكهّان. قال: «فلا تأتهم» قال: ومنّا رجال يتطيّرون. قال: «ذاك شيء يجدونه في صدورهم «٦» . فلا يصدّنّهم (قال ابن الصّبّاح: فلا يصدّنّكم) » قال: قلت: ومنّا رجال يخطّون. قال: «كان نبيّ من الأنبياء يخطّ «٧» . فمن وافق خطّه فذاك» قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوّانيّة «٨» . فاطّلعت ذات يوم فإذا الذّئب قد ذهب بشاة من غنمها. وأنا رجل من بني آدم.

آسف كما يأسفون «٩» . لكنّي صككتها صكّة «١٠» .

فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعظّم ذلك عليّ. قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ائتني بها» فأتيته بها. فقال لها:

«أين الله؟» قالت: في السّماء. قال: «من أنا؟» قالت:

أنت رسول الله. قال: «أعتقها. فإنّها مؤمنة» ) * «١١» .

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ أعرابيّا بال في المسجد فثار إليه النّاس ليقعوا به. فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا «١٢» من ماء فإنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين» ) * «١٣» .

٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ


(١) الفدادين: المراد به البقر التى يحرث عليها، وقيل الفدان: آلة الحرث والسكة.. فتح البارى ج ٦ ص ٤٠٥.
(٢) البخاري- الفتح ٦ (٣٣٠٢) ، ومسلم (٥١) واللفظ له.
(٣) يصمتونني: أي يسكتونني، غضبت وتغيرت.
(٤) كهرني: قالوا: القهر والكهر والنهر، متقاربة. أي ما قهرني ولا نهرني.
(٥) بجاهلية: قال العلماء: الجاهلية ما قبل ورد الشرع. سموا جاهلية لكثرة جهالاتهم وفحشهم.
(٦) ذاك شيء يجدونه في صدورهم: قال العلماء: معناه أن الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورة. ولا عتب عليكم في ذلك. لكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم.
(٧) يخط: اشارة إلى علم الرمل.
(٨) قبل أحد والجوانية: الجوانية بقرب أحد. موضع في شمال المدينة.
(٩) آسف كما يأسفون: أغضب كما يغضبون. والأسف الحزن والغضب.
(١٠) صككتها صكة: أي ضربتها بيدي مبسوطة.
(١١) مسلم (٥٣٧) .
(١٢) السجل: الدلو المملوءة الكبيرة.
(١٣) البخاري- الفتح ١٠ (٦١٢٨) واللفظ له، ومسلم (٢٣٤) .