للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّ معاذ بن جبل- رضي الله عنه- كان يصلّي مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ يأتي قومه فيصلّي بهم الصّلاة، فقرأ بهم البقرة، قال فتجوّز رجل فصلّى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا فقال: إنّه منافق، فبلغ ذلك الرّجل فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله إنّا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإنّ معاذا صلّى بنا البارحة فقرأ البقرة فتجوّزت، فزعم أنّي منافق، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

«يا معاذ، أفتّان أنت؟» (ثلاثا) . «اقرأ وَالشَّمْسِ وَضُحاها وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ونحوهما» ) * «١» .

٨-* (عن أبي وائل عن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّه ارتقى الصّفا فأخذ بلسانه، فقال: يالسان قل خيرا تغنم، واسكت عن شرّ تسلم، من قبل أن تندم، ثمّ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أكثر خطأ ابن آدم في لسانه» ) * «٢» .

٩-* (عن اللّجلاج- رضي الله عنه- أنّه كان قاعدا يعتمل في السّوق فمرّت امرأة تحمل صبيّا فثار النّاس معها وثرت فيمن ثار، فانتهت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: «من أبو هذا معك» ؟ فسكتت، فقال شابّ حذوها: أنا أبوه يا رسول الله، فأقبل عليها فقال: «من أبو هذا معك؟» ؟ قال الفتى: أنا أبوه يا رسول الله، فنظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى بعض من حوله يسألهم عنه، فقالوا: ما علمنا إلّا خيرا، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

«أحصنت» ؟ قال: نعم، فأمر به فرجم، قال: فخرجنا به فحفرنا له حتّى أمكنّا ثمّ رميناه بالحجارة حتّى هدأ، فجاء رجل يسأل عن المرجوم فانطلقنا به إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلنا: هذا جاء يسأل عن الخبيث، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لهو أطيب عند الله من ريح المسك» فإذا هو أبوه، فأعنّاه على غسله وتكفينه ودفنه) * «٣» .

١٠-* (عن معاوية- رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّك إن اتّبعت عورات النّاس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم» ) * «٤» .

١١-* (عن سعيد بن زيد- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أربى الرّبا الاستطالة في عرض المسلم بغير حقّ» ) * «٥» .

١٢-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب النّاس يوم النّحر، فقال: «يا أيّها النّاس، أيّ يوم هذا؟» قالوا: يوم حرام. قال: «فأيّ بلد هذا؟» قالوا: بلد حرام. قال: «فأيّ شهر هذا؟» قالوا: شهر حرام. قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في


(١) البخاري- الفتح ١٠ (٦١٠٦) واللفظ له، ومسلم (٤٦٥) ، والنسائي (٢/ ١٠٢) وأبو داود (٦٠٠) مختصرا.
(٢) الترغيب والترهيب للمنذري (٣/ ٥٣٤) وقال: رواه الطبراني، ورواته رواة الصحيح، وأبو الشيخ في الثواب والبيهقي بإسناد حسن.
(٣) أبو داود (٤٤٣٥) ، وحسنه الألباني، صحيح سنن أبي داود (٣٧٢٨- ٣٧٢٩) .
(٤) أبو داود (٤٨٨٨) وصححه الألباني، صحيح سنن أبي داود (٤٠٨٨) .
(٥) رواه أحمد في المسند (١/ ١٩٠) واللفظ له، وأبو داود (٤٨٧٦) وقال الألباني: صحيح، وهو في الصحيحة رقم (١٤٣٣) . وصحّح إسناده المرفوع من الحديث أيضا الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على «المسند» (٣/ ١٩٠) .