للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ. قال: لا يطعن بعضكم على بعض» ) * «١» .

٤-* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه- قال: «إنّي لأوّل العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنّا نغزو مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وما لنا طعام إلّا ورق الشّجر حتّى إنّ أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشّاة، ماله خلط «٢» ، ثمّ أصبحت بنو أسد تعزّرني «٣» على الإسلام، لقد خبت إذا وضلّ عملي وكانوا وشوا به إلى عمر. قالوا: لا يحسن يصلّي» ) * «٤» .

٥-* (قال الحسن- رحمه الله-: «ذكر الغير ثلاثة: الغيبة، والبهتان، والإفك، وكلّ في كتاب الله- عزّ وجلّ- فالغيبة أن تقول ما فيه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، والإفك أن تقول ما بلغك» ) * «٥» .

٦-* (قال الحسن البصريّ- رحمه الله-:

«والله للغيبة أسرع في دين الرّجل من الأكلة في الجسد» ) * «٦» .

٧-* (وقال أيضا- رحمه الله-: «يا بن آدم إنّك لن تصيب حقيقة الإيمان حتّى لا تعيب النّاس بعيب هو فيك، وحتّى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصّة نفسك. وأحبّ العباد إلى الله من كان هكذا» ) * «٧» .

٨-* (روي عن الحسن- رضي الله عنه-:

أنّ رجلا قال له: إنّ فلانا قد اغتابك فبعث إليه رطبا على طبق وقال: «قد بلغني أنّك أهديت إليّ من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإنّي لا أقدر أن أكافئك على التّمام» ) * «٨» .

٩-* (عن ابن سيرين؛ قال: «إنّه ذكر الغيبة فقال: «ألم تر إلى جيفة خضراء منتنة» ) * «٩» .

١٠-* (عن الشّعبيّ- رحمه الله- أنّ العبّاس بن عبد المطّلب قال لابنه عبد الله: يا بنيّ، أرى أمير المؤمنين يدنيك، فاحفظ منّي خصالا ثلاثا: لا تغتب من له سرّ، ولا يسمعنّ منك كذبا، ولا تغتابنّ عنده أحدا» ) * «١٠» .

١١-* (عن مجاهد في قوله تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قال: «الّذي يأكل لحوم النّاس، واللّمزة:

الطّعّان) * «١١» .

١٢-* (عن عبد الله بن المبارك رحمه الله- قال:

«قال بعضهم في تفسير العزلة: هو أن تكون مع القوم، فإن خاضوا في ذكر الله فخض معهم وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت» ) * «١٢» .


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ٢١٢) لا تلمزوا أنفسكم: أي لا تعيبوا فتعابوا.
(٢) ما له خلط: أي لا يختلط بعضه ببعض من شدة جفافه وتفتته.
(٣) تعزرني: تؤدبني، والمعنى تعلمني الصلاة، أو تعيرني بأني لا أحسنها.
(٤) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٢٨) .
(٥) الإحياء (٣/ ١٥٣) .
(٦) المرجع السابق (٣/ ١٥٢) .
(٧) المرجع السابق (٣/ ١٥٢) .
(٨) المرجع السابق (٣/ ١٦٤) .
(٩) الزهد لوكيع بن الجراح (٣/ ٧٤٧) .
(١٠) مكارم الأخلاق للخرائطي برقم (٧٥٠) .
(١١) الزهد لوكيع بن الجراح (٣/ ٧٥٣) .
(١٢) انظر الصمت لابن أبي الدنيا (٢٤١) .