للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما من أحد من النّاس تدركه الفتنة إلّا أنا أخافها عليه، إلّا محمّد بن مسلمة، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول «لا تضرّك الفتنة» ) * «١» .

٤٣-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف عصم من فتنة الدّجّال» ) * «٢» .

٤٤-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: بينما نحن حول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ ذكر الفتنة فقال: «إذا رأيتم النّاس قد مرجت عهودهم وخفّت أماناتهم وكانوا هكذا» وشبّك بين أصابعه قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال «الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصّة نفسك ودع عنك أمر العامّة» ) * «٣» .

٤٥-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- قال:

قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شرّ؟ قال «فتنة وشرّ» قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشّرّ خير؟ قال «يا حذيفة، تعلّم كتاب الله واتّبع ما فيه» ثلاث مرّات قال: قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الشّرّ خير؟ قال «هدنة «٤» على دخن، وجماعة على أقذاء، فيها أو فيهم» قلت يا رسول الله الهدنة على الدّخن ما هي؟ قال «لا ترجع قلوب أقوام على الّذي كانت عليه» قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شرّ؟

قال «فتنة عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النّار فإن تمت يا حذيفة وأنت عاضّ على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم» ) * «٥» .

٤٦-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: كنّا قعودا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتّى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال هي هرب وحرب، ثمّ فتنة السّرّاء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنّه منّي وليس منّي وإنّما أوليائي المتّقون ثمّ يصطلح النّاس على رجل كورك على ضلع ثمّ فتنة الدّهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمّة إلّا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرّجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، حتّى يصير النّاس إلى فسطاطين


(١) أبو داود ٤ (٤٦٦٣) ، وصحح إسناده محقق جامع الأصول (١٠/ ١٧) .
(٢) رواه مسلم (٥٤٥٥) ، وأبو داود ٤ (٤٣٢٣) ، والحاكم في المستدرك (٢/ ٣٦٨) وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) أبو داود ٤ (٤٣٤٣) .
(٤) الهدنة: الصلح والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين.
(٥) أبو داود ٤ (٤٢٤٦) ، والحديث في الصحيحين البخاري (٧٠٨٤) ، ومسلم (١٨٤٧) واللفظ لأبي داود.