للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تقتل نفس ظلما «١» إلّا كان على ابن آدم الأوّل كفل «٢» من دمها لأنّه كان أوّل من سنّ القتل» ) * «٣» .

١٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تقوم السّاعة حتّى تأخذ أمّتي بأخذ القرون «٤» قبلها شبرا بشبر، وذراعا بذراع» .

فقيل: يا رسول الله، كفارس والرّوم؟ فقال: «ومن النّاس إلّا أولئك؟» ) * «٥» .

١٦-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ قال: «لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم شبرا شبرا، وذراعا ذراعا حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم» . قلنا: يا رسول الله، اليهود والنّصارى؟. قال: «فمن؟» ) * «٦» .

١٧-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليأتينّ على أمّتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النّعل بالنّعل «٧» ، حتّى إن كان منهم من أتى أمّه علانية، لكان في أمّتي من يصنع ذلك، وإنّ بني إسرائيل تفرّقت على ثنتين وسبعين ملّة، وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين ملّة، كلّهم في النّار، إلّا ملّة واحدة» قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» ) * «٨» .

١٨-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما بعث الله من نبيّ ولا استخلف من خليفة إلّا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضّه عليه. وبطانة تأمره بالشّرّ وتحضّه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى» ) * «٩» .

١٩-* (عن عبد الله- رضي الله عنه- قال:

«من سرّه أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصّلوات حيث ينادى بهنّ. فإنّ الله شرع لنبيّكم صلّى الله عليه وسلّم سنن الهدى «١٠» وإنّهنّ من سنن الهدى. ولو أنّكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنّة نبيّكم. ولو تركتم سنّة نبيّكم لضللتم. وما من رجل يتطهّر فيحسن الطّهور ثمّ يعمد إلى مسجد من


(١) لا تقتل نفس ظلما: هذا الحديث من قواعد الإسلام، وهو أن كل من ابتدع شيئا من الشر كان عليه مثل وزر من اقتدى به في ذلك فعمل مثل عمله إلى يوم القيامة.
(٢) كفل: الكفل الجزء والنصيب.
(٣) البخاري- الفتح ٦ (٣٣٣٥) ، ومسلم (١٦٧٧) واللفظ له.
(٤) القرون: جمع قرن: الأمة من الناس.
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣١٩) .
(٦) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٢٠) .
(٧) حذو النعل بالنعل: أي مثل النعل، لأن إحدى النعلين يقطع، وتقدر على قدر النعل الأخرى، والحذو: التقدير، وكل من عمل عملا مثل عمل رجل آخر من غير زيادة ولا نقصان، قيل: عمل فلان حذو النعل بالنعل.
(٨) الترمذي (٢٦٤١) واللفظ له وقال محقق جامع الأصول (١٠/ ٣٤) : يشهد له معنى أحاديث غيره فهو بهما حسن. وقال الترمذي: حسن غريب. أبو داود (٤٥٩٦) .
(٩) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٩٨) .
(١٠) سنن الهدى: روى بضم السين وفتحها، وهما بمعنى متقارب. أي طرائق الهدى والصواب.