للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمّا الّتي هي له وزر «١» فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء على أهل الإسلام «٢» فهي له وزر، وأمّا الّتي هي له ستر، فرجل «٣» ربطها في سبيل الله «٤» ثمّ لم ينس حقّ الله في ظهورها ولا رقابها، فهي له ستر. وأمّا الّتي هي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام، في مرج وروضة فما أكلت من ذلك المرج والرّوضة من شيء إلّا كتب له عدد ما أكلت، حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنّت شرفا أو شرفين «٥» إلّا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات.

ولا مرّ بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلّا كتب الله له عدد ما شربت حسنات» قيل: يا رسول الله فالحمر «٦» ؟ قال: ما أنزل علىّ في الحمر شيء إلّا هذه الآية الفاذّة الجامعة: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (الزلزلة/ ٧، ٨)) * «٧» .

٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلّا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهمّ أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهمّ أعط ممسكا تلفا» ) * «٨» .

٩-* (عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «في كلّ إبل سائمة في كلّ أربعين ابنة لبون، لا يفرّق إبل عن حسابها «٩» . من أعطاها مؤتجرا فله أجرها، ومن أبى فإنّا آخذوها وشطر إبله عزمة من عزمات ربّنا «١٠» لا يحلّ لآل محمّد صلّى الله عليه وسلّم منها شيء» ) * «١١» .

١٠-* (عن عبد الله بن بريدة- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما نقض قوم العهد إلّا كان القتل بينهم، ولا ظهرت فاحشة في قوم قطّ إلّا سلّط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزّكاة إلّا حبس الله عنهم المطر» ) * «١٢» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من آتاه الله مالا فلم يؤدّ


(١) فأما التي هى له وزر: هكذا هو في أكثر النسخ التي، ووقع في بعضها الذي وهو أوضح وأظهر.
(٢) ونواء على أهل الإسلام: أي مناوأة ومعاداة.
(٣) فرجل: أي فخيل رجل.
(٤) ربطها في سبيل الله: أي أعدها للجهاد، وأصله الربط، ومنه الرباط، وهو حبس الرجل نفسه في الثغر وإعداد الأهبة لذلك.
(٥) طولها فاستنت شرفا: الطول: الحبل الطويل، واستنت: جرت، والشرف هو العالي من الأرض.
(٦) فالحمر: جمع حمار، أي فما حكمها؟
(٧) البخاري- الفتح ٣ (١٤٠٢- ١٤٠٣) ، مسلم (٩٨٧) واللفظ له.
(٨) البخاري- الفتح ٣ (١٤٤٢) ، مسلم (١٠١٠) واللفظ له.
(٩) لا يفرق إبل عن حسابها: أي تحاسب الكل في الأربعين لا يترك هزال ولا سمين ولا صغير ولا كبير.
(١٠) عزمة من عزمات ربنا: أي حق من حقوقه وواجب من واجباته.
(١١) النسائي (٥/ ١٥- ١٧) ، وقال الألبانى (٢/ ٥١٤) : حسن، وأبو داد (١٥٧٥) ، أحمد (٥/ ٢، ٤) وهو في جامع الأصول وقال محققه: إسناده حسن (٤/ ٥٩٥) .
(١٢) كشف الأستار بزوائد البزار (٤/ ١٠٤) رقم (٣٢٩٩) وقال: ورواه ابن ماجه عن حديث ابن عمر، وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن محمد (شيخ البزار) وهو ثقة (٧/ ٢٦٩) .