للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون من جملة المجّان، والمجانة مذمومة شرعا وعرفا فيكون الّذي يظهر المعصية قد ارتكب محذورين:

إظهار المعصية وتلبّسه بفعل المجّان) * «١» .

٤-* (قال ابن بطّال: في الجهر بالمعصية استخفاف بحقّ الله ورسوله وبصالحي المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم، وفي السّتر بها السّلامة من الاستخفاف، لأنّ المعاصي تذلّ أهلها، ومن إقامة الحدّ عليه إن كان فيه حدّ، ومن التّعزير إن لم يوجب حدّا، وإذا تمحّض حقّ الله فهو أكرم الأكرمين، رحمته سبقت غضبه، فلذلك إذا ستره في الدّنيا لم يفضحه في الآخرة، والّذي يجاهر يفوته جميع ذلك) * «٢» .

٥-* (وقال ابن حجر- رحمه الله تعالى- من قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربّه، فلم يستره، ومن قصد التّستّر بها حياء من ربّه، ومن النّاس منّ الله عليه بستره إيّاه) * «٣» .

٦-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ (النساء- ١٤٨) : قال: لا يحبّ الله أن يدعو أحد على أحد إلّا أن يكون مظلوما، فإنّه رخّص له أن يدعو على من ظلمه، وإن يصبر فهو خير له) * «٤» .

٧-* (وعن الحسن- رضي الله عنه- في الآية نفسها قال: هو الرّجل يظلم فلا يدع عليه (أي على الظّالم) ، ولكن ليقل: اللهمّ أعنّي عليه، اللهمّ استخرج لي حقّي، حل بينه وبين ما يريد ونحو هذا) * «٥» .

٨-* (وعن قتادة- رضي الله عنه- في الآية نفسها قال: عذر الله المظلوم- كما تسمعون- أن يدعو) * «٦» .

٩-* (عن مجاهد في قوله تعالى: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ قال: هو الرّجل ينزل بالرّجل فلا يحسن ضيافته، فيخرج فيقول: أساء ضيافتي ولم يحسن) * «٧» .

١٠-* (وعنه أيضا في الآية نفسها قال: ضاف رجل رجلا فلم يؤدّ إليه حقّ ضيافته، فلمّا خرج أخبر النّاس فقال: ضفت فلانا فلم يؤدّ إليّ حقّ ضيافتي، قال: فذلك الجهر بالسّوء من القول إلّا من ظلم حتّى يؤدّي الآخر إليه حقّ ضيافته) * «٨» .

١١-* (قال ابنالمنير: إِلَّا مَنْ ظُلِمَ معناه إلّا من أكره على أن يجهر بالسّوء كفرا ونحوه، فذلك


(١) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٢) الفتح ١٠/ ٥٠٢.
(٣) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٤) الدر المنثور ج ٢/ ٤٢٠.
(٥) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٦) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٧) تفسير ابن كثير ١/ ٥٨٤. وانظر الدر المنثور ٢/ ٢٣٧، والطبري ٩/ ٣٤٦- ٣٤٧.
(٨) تفسير ابن كثير ١/ ٥٨٤.