للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» ) * «١» .

٤١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر. فأمّا الّذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج «٢» أو روضة. فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الرّوضة كانت له حسنات، ولو أنّها قطعت طيلها فاستنّت شرفا أو شرفين «٣» كانت أرواثها وآثارها حسنات له، ولو أنّها مرّت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له. وأمّا الرّجل الّذي هي عليه وزر فهو رجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر على ذلك. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الحمر فقال: ما أنزل عليّ فيها إلّا هذه الآية الجامعة الفاذّة: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (الزلزلة/ ٧- ٨) » ) * «٤» .

٤٢-* (عن سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه- قال: عدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلا موعوكا. قال فوضعت يدي عليه فقلت: والله ما رأيت كاليوم رجلا أشدّ حرّا. فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلّم: «ألا أخبركم بأشدّ حرّا منه يوم القيامة؟ هذينك الرّجلين الرّاكبين المقفّيين «٥» «لرجلين حينئذ من أصحابه «٦» » ) * «٧» .

٤٣-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أنّه قال: «الغزو غزوان، فأمّا من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة، وياسر الشّريك، واجتنب الفساد. فإنّ نومه ونبهه أجر كلّه.

وأمّا من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنّه لم يرجع بالكفاف» ) * «٨» .

٤٤-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قلنا يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟

قال: «هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر إذا كانت صحوا؟» قلنا: لا، قال: «فإنّكم لا تضارّون في رؤية ربّكم يومئذ إلّا كما تضارّون في رؤيتهما» ، ثمّ قال:

«ينادي مناد ليذهب كلّ قوم إلى ما كانوا يعبدون فيذهب أصحاب الصّليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم. وأصحاب كلّ آلهة مع آلهتهم. حتّى يبقى من كان يعبد الله من برّ أو فاجر وغبّرات من أهل الكتاب. ثمّ يؤتى بجهنّم تعرض كأنّها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنّا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد. فما تريدون، قالوا: نريد أن تسقينا فيقال: اشربوا. فيتساقطون في جهنّم. ثمّ يقال للنّصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون:


(١) البخاري- الفتح ١٣ (٧٤٥٨) واللفظ له، ومسلم (١٩٠٤) .
(٢) المرج: الأرض ذات النبات والمرعى.
(٣) فاستنت شرفا أو شرفين: استنت: أي جرت، والشرف: العالي من الأرض.
(٤) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٦٠) واللفظ له، ومسلم (٩٨٧) .
(٥) المقفيين: المنصرفين، الموليين أقفيتهما.
(٦) من أصحابه: سماهما (من أصحابه) لإظهارهما الإسلام والصحبة لا أنهما ممن نالته فضيلة الصحبة.
(٧) مسلم (٢٧٨٣) .
(٨) أبو داود (٢٥١٥) واللفظ له، والحاكم في المستدرك (٢/ ٨٥) ، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.