للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه، فيقول: لا ندري، ما وجدناه في كتاب الله اتّبعناه» ) *» .

٦-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: جاءت ملائكة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو نائم، فقال بعضهم: إنّه نائم وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إنّ لصاحبكم هذا مثلا. قال: فاضربوا له مثلا. فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان. فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا، فمن أجاب الدّاعي دخل الدّار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الدّاعي لم يدخل الدّار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا:

أوّلوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان. فقالوا: فالدّار الجنّة، والدّاعي محمّد صلّى الله عليه وسلّم. فمن أطاع محمّدا صلّى الله عليه وسلّم فقد أطاع الله، ومن عصى محمّدا صلّى الله عليه وسلّم فقد عصى الله، ومحمّد فرّق بين النّاس» ) * «٢» .

٧-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- قال: ذكر لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجال يجتهدون في العبادة اجتهادا شديدا. فقال صلّى الله عليه وسلّم «تلك ضراوة الإسلام وشرّته «٣» ولكلّ ضراوة شرّة، ولكلّ شرّة فترة، فمن كانت فترته إلى اقتصاد وسنّة فلأمّ مّا هو «٤» ، ومن كانت فترته إلى المعاصي فذلك الهالك» .

وفي رواية: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لكلّ عمل شرّة، ولكلّ شرّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنّتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته، إلى غير ذلك فقد هلك» ) * «٥» .

٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى» قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟. قال: «من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى» ) * «٦» .

٩- (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من الأنبياء نبيّ إلّا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنّما كان الّذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» ) * «٧» .

١٠-* (عن وبرة قال: أتى رجل ابن عمر رضي الله عنهما- فقال: أيصلح أن أطوف بالبيت وأنا محرم، قال: ما يمنعك من ذلك؟ قال: إنّ فلانا ينهانا عن ذلك حتّى يرجع النّاس من الموقف، ورأيته


(١) أبو داود (٤٦٠٥) وقال الألباني (٣/ ٨٧١/ ٣٨٤٩) : صحيح.
(٢) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨١) .
(٣) الشّرّة بكسر الشين وفتح الراء مشدّدتين، معناها النشاط والرغبة، والضراوة مصدر قولهم ضري الشيء لهج به أي أغرم به وعشقه، والفترة هي السكون بعد الشدة، والهدوء بعد الحدة.
(٤) فلأم ما هو: دعاء لأمه يعني إنه راجع إلى أصل ثابت عظيم، وبمعنى فليؤم ويقصد؛ لأنه على الطريق المستقيم.
(٥) أحمد (٢/ ١٦٥) ولفظ الرواية الأولى له وصححه شاكر (٦٥٤٠) ، ابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٨) ولفظ الرواية الثانية له. وقال مخرجه: إسناده صحيح على شرط الشيخين وعزاه كذلك لابن حبان (٢/ ٣٤٩) عن أبى هريرة بلفظ قريب والطحاوي في مشكل الآثار.
(٦) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨٠) .
(٧) البخاري- الفتح ٨ (٤٩٨١) واللفظ له، ومسلم (١٥٢) .