للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: هل بعد ذلك الشّرّ من خير؟. قال: «نعم، وفيه دخن «١» » . قلت: وما دخنه؟. قال: «قوم يستنّون بغير سنّتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» . فقلت: هل بعد ذلك الخير من شرّ؟.

قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنّم «٢» ، من أجابهم إليها قذفوه فيها» . فقلت: يا رسول الله! صفهم لنا.

قال: «نعم، قوم من جلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا» ، فقلت: يا رسول الله! فما ترى إن أدركني ذلك؟. قال:

«تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» ، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة، ولا إمام؟، قال: «فاعتزل تلك الفرق كلّها، ولو أن تعضّ على أصل شجرة حتّى يدركك الموت وأنت على ذلك» ) * «٣» .

٦-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من ثلاثة في قرية، ولا بدو لا تقام فيهم الصّلاة إلّا قد استحوذ عليهم الشّيطان، فعليك بالجماعة؛ فإنّما يأكل الذّئب القاصية من الغنم» ) * «٤» .

٧-* (عن عرفجة، قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أتاكم، وأمركم جميع «٥» على رجل واحد، يريد أن يشقّ عصاكم، أو يفرّق جماعتكم، فاقتلوه» ) * «٦» .

٨-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يد الله مع الجماعة» ) * «٧» .

٩-* (عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة- رضي الله عنهم- أنّهما سمعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول على أعواد منبره: «لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثمّ ليكوننّ من الغافلين» ) * «٨» .

١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «صلاة الرّجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه، بضعا وعشرين درجة، وذلك أنّ أحدهم إذا توضّأ فأحسن الوضوء ثمّ أتى المسجد، لا ينهزه «٩» إلّا الصّلاة، لا يريد إلّا الصّلاة، فلم يخط خطوة إلّا رفع له بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة حتّى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصّلاة ما كانت الصّلاة هي تحبسه «١٠» ، والملائكة يصلّون على أحدكم ما دام في مجلسه الّذي صلّى فيه، يقولون: اللهمّ ارحمه، اللهمّ اغفر له، اللهمّ تب عليه. ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث» ) * «١١» .


(١) دخن: المراد، أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض ولا يزول خبثها.
(٢) دعاة على أبواب جهنم: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلالة، كالخوارج، والقرامطة وغيرهم.
(٣) مسلم (١٨٤٧) .
(٤) أبو داود (٥٤٧) ، والنسائي (٢/ ١٠٦- ١٠٧) واللفظ لهما، والحاكم (١/ ٢٤٦) ، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
(٥) جميع: أي مجتمع.
(٦) مسلم (١٨٥٢) .
(٧) الترمذي (٢١٦٦) ، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول (٦/ ٥٦٤) : حسن بشواهده.
(٨) البخاري- الفتح ١ (٦٤٧) ، ومسلم (٨٦٥) واللفظ له.
(٩) لا ينهزه: أي لا ينهضه ويقيمه.
(١٠) المعنى: أنه يأخذ ثواب الصلاة ما دام في المسجد انتظارا لهذه الصلاة.
(١١) الفتح ١ (٤٤٥) ، ومسلم (٦٤٩) واللفظ له.