للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو عبيدة: كان عبد الله- يعني ابن مسعود- رضي الله عنه- إذا دخل الدّار استأنس «تكلّم ورفع صوته» ) * «١» .

٩-* (قال عطاء: قلت لابن عبّاس- رضي الله عنهما-: «أستأذن على أختي؟ فقال: نعم. فأعدت فقلت: أختان في حجري- وأنا أمونهما «٢» وأنفق عليهما- أستأذن عليهما؟ قال: نعم. أتحبّ أن تراهما عريانتين؟ ثمّ قرأ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ (النور/ ٥٨) . قال: فلم يؤمر هؤلاء بالإذن إلّا في هذه العورات الثّلاث. قال: وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (النور/ ٥٩) . قال ابن عبّاس: فالإذن واجب، زاد ابن جريج: على النّاس كلّهم» ) * «٣» .

١٠-* (قال موسى بن طلحة- يعني ابن عبيد الله-: «دخلت مع أبي على أمّي فدخل فاتّبعته، فالتفت فدفع في صدري حتّى أقعدني على استي ثمّ قال: أتدخل بغير إذن» ) * «٤» .

١١-* (قال قتادة في معنى حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا: «هو الاستئذان ثلاثا فمن لم يؤذن له فليرجع. أمّا الأولى: فليسمع الحيّ، وأمّا الثّانية فليأخذوا حذرهم، وأمّا الثّالثة: فإن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردّوا، ولا تقفنّ على باب قوم ردّوك عن بابهم.

فإنّ للنّاس حاجات ولهم أشغال والله أولى بالعذر» ) * «٥» .

١٢-* (قال قتادة- رحمه الله تعالى-: «قال بعض المهاجرين: لقد طلبت عمري كلّه هذه الآية فما أدركتها أن أستأذن على بعض إخواني فيقول لي ارجع فأرجع وأنا مغتبط» ) * «٦» .

١٣-* (قال ابن كثير- رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها (النور/ ٢٧- ٢٩) : «هذه آداب شرعيّة أدّب الله بها عباده المؤمنين، وذلك في الاستئذان، أمرهم ألّا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم حتّى يستأنسوا أي يستأذنوا قبل الدّخول ويسلّموا بعده، وينبغي أن يستأذن ثلاث مرّات فإن أذن له وإلّا انصرف. وينبغي للمستأذن على أهل المنزل أن لا يقف تلقاء الباب بوجهه وليكن الباب عن يمينه أو يساره، ولا يقول المستأذن: أنا. إذا قيل من؟ لأنّ هذا مكروه، وإنّما كره ذلك لأنّ هذه اللّفظة لا يعرف صاحبها حتّى يفصح باسمه أو كنيته الّتي هو مشهور بها، وإلّا فكلّ أحد يعبّر عن نفسه بأنا، فلا يحصل بها المقصود من الاستئذان الّذي هو الاستئناس المأمور به في الآية» ) * «٧» .


(١) ابن كثير في التفسير (٣/ ٢٨٠) .
(٢) أمونهما: أي احتمل نفقتهما.
(٣) الأدب المفرد للبخاري برقم (١٠٦٧) وقال معلقه: قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح. انظره ص ٣٦٥ منه.
(٤) البخاري في الأدب المفرد برقم (١٠٦١) ، وقال المعلق: قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح، انظره (ص ٣٦٥) منه.
(٥) تفسير ابن كثير (٣/ ٢٨١) .
(٦) تفسير ابن كثير (٣/ ٢٨١) .
(٧) تفسير ابن كثير بتصرف يسير (٢٧٩) .