لا. فقالوا: هذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاءك ليخطبك.
قالت: أنا كنت أشقى من ذلك «١» . قال سهل: فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ حتّى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه. ثمّ قال «اسقنا» لسهل. قال:
فأخرجت لهم هذا القدح فأسقيتهم فيه. قال أبو حازم: فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا فيه قال:
ثمّ استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز فوهبه له) * «٢» .
٦-* (عن عائشة- رضي الله عنها-:
«أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا اشتكى «٣» نفث «٤» على نفسه بالمعوّذات، ومسح عنه بيده. فلمّا اشتكى وجعه الذي توفّي فيه طفقت أنفث على نفسه بالمعوّذات الّتي كان ينفث وأمسح بيد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عنه» ) * «٥» .
٧-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علّمها هذا الدّعاء: «اللهمّ إنّي أسألك من الخير كلّه، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كلّه، عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم. اللهمّ إنّي أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيّك. وأعوذ بك من شرّ ما عاذ به عبدك ونبيّك. اللهمّ إنّي أسألك الجنّة وما قرّب إليها من قول أو عمل. وأعوذ بك من النّار وما قرّب إليها من قول أو عمل. وأسألك أن تجعل كلّ قضاء قضيته لي خيرا» ) * «٦» .
٨-* (عن ابن عابس الجهنيّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له: «يا ابن عابس، ألا أدلّك» أو قال: «ألا أخبرك بأفضل ما يتعوّذ به المتعوّذون» قال: بلى يا رسول الله، قال: «قل أعوذ بربّ الفلق. وقل أعوذ بربّ النّاس هاتين السّورتين» ) * «٧» .
٩-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يعلّمهم هذا الدّعاء. كما يعلّمهم السّورة من القرآن. يقول: «قولوا: اللهمّ إنّا نعوذ بك من عذاب جهنّم. وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدّجّال. وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» ) * «٨» .
١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا كان في سفر وأسحر «٩» يقول: «سمّع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا. ربّنا صاحبنا وأفضل علينا. عائذا بالله من النّار» ) * «١٠» .
١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ
(١) أنا كنت أشقى من ذلك: ليس أفعل التفضيل هنا على بابه. وإنما مرادها إثبات الشقاء لها لما فاتها من التزوج برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
(٢) البخاري- الفتح ٩ (٥٢٥٤) ، مسلم (٢٠٠٧) واللفظ له.
(٣) اشتكى: مرض.
(٤) نفث: أي تفل بغير ريق أو مع ريق خفيف.
(٥) البخاري- الفتح ٧ (٤٤٣٩) وصحيح البخارى ٤/ ١٦١٤ برقم (٤١٧٥) كتاب المغازي باب مرض النبي صلّى الله عليه وسلّم ووفاته واللفظ له، ومسلم (٢٩١٢) .
(٦) ابن ماجة (٣٨٤٦) وصححه الألباني، صحيح سنن ابن ماجه (٣١٠٢) وهو في الصحيحة له (٢٤٥١) .
(٧) النسائي (٨/ ٢٥١) وصححه الألباني (٥٠٢٠) ، وهو في الصحيحة (١١٠٤) .
(٨) مسلم (٥٩٠) .
(٩) أسحر: معناه قام في السحر وركب فيه.
(١٠) مسلم (٢٧١٨) .
