للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤-* (قال الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى:

وقد كتب إلى عمر بن عبد العزيز: «لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه» ) * «١» .

٥-* (قال ابن القيّم والفيروزاباديّ- رحمهما الله تعالى-: «التّوكّل نصف الدّين، والنّصف الثّاني الإنابة؛ فإنّ الدّين استعانة وعبادة، فالتّوكّل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة» ) * «٢» .

٦-* (قال ابن كثير- رحمه الله تعالى-: «إنّ عبادة الله هي المقصودة والاستعانة به وسيلة إليها وجميع الخلق وإن كانوا ألف ألف يحتاجون إليه ويفتقرون إليه» ) * «٣» .

٧-* (قال بعض الحكماء من السّلف:

«يا ربّ، عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك» ) * «٤» .

٨-* (قال لنا قائل: قد علمنا معنى الأمر بالاستعانة بالصّبر على الوفاء بالعهد والمحافظة على الطّاعة، فما معنى الأمر بالاستعانة بالصّلاة على طاعة الله وترك معاصيه، والتّعرّي عن الرّياسة وترك الدّنيا.

قيل: إنّ الصّلاة فيها تلاوة كتاب الله الدّاعية آياته إلى رفض الدّنيا، وهجر نعيمها المسلّية النّفوس عن زينتها وغرورها، المذكّرة الآخرة وما أعدّ الله فيها لأهلها، ففي الاعتبار بها المعونة لأهل طاعة الله على الجدّ فيها.

كما روي عن نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصّلاة» ) * «٥» .

٩-* (قال الطّبريّ عند قوله تعالى وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ أمر الله جلّ ثناؤه الّذين وصف أمرهم من أحبار بني إسرائيل، أن يجعلوا مفزعهم- في الوفاء بعهد الله الّذي عاهدوه- إلى الاستعانة بالصّبر والصّلاة. كما أمر نبيّه محمّدا صلّى الله عليه وسلّم بذلك فقال له: فَاصْبِرْ (يا محمّد (عَلى ما يَقُولُونَ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (طه/ ١٣٠) فأمره جلّ ثناؤه في نوائبه بالفزع إلى الصّبر والصّلاة» ) * «٦» .

١٠-* (عن عيينة بن عبد الرّحمن عن أبيه: أنّ ابن عبّاس نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع ثمّ تنحّى عن الطّريق، فأناخ فصلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثمّ قام يمشي إلى راحلته وهو يقول:

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) * «٧» .

١١-* (قال أبو العالية: في وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ، قال يقول: استعينوا بالصّبر


(١) جامع العلوم والحكم (١٨٢)
(٢) مدارج السالكين (٢/ ١١٨) ، بصائر ذوي التمييز (٢/ ٣١٥) .
(٣) تفسير ابن كثير (١/ ٢٦) بتصرف.
(٤) جامع العلوم والحكم (١٨٢) .
(٥) الطبري (١/ ٢٩٨) . وانظر المقدمة اللغوية (٢١٥) .
(٦) المرجع السابق (١/ ٢٩٨- ٢٩٩) .
(٧) المرجع السابق (١/ ٢٩٩) .