للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلمّا فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض» ثمّ قال: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (المائدة/ ٧٨- ٨١) إلى قوله فاسِقُونَ ثمّ قال «كلّا والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، ولتأخذنّ على يدي الظّالم ولتأطرنّه «١» على الحقّ أطرا ولتقصرنّه على الحقّ قصرا» ) * «٢» .

٦-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّه خلق كلّ إنسان من بني آدم على ستّين وثلاثمائة مفصل. فمن كبّر الله، وحمد الله، وهلّل الله، وسبّح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق النّاس، أو شوكة أو عظما عن طريق النّاس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد تلك السّتّين والثّلاثمائة السّلامى «٣» . فإنّه يمشي يومئذ، وقد زحزح نفسه عن النّار» ) * «٤» .

٧-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إيّاكم والجلوس على الطّرقات» ، فقالوا: ما لنا بدّ، إنّما هي مجالسنا نتحدّث فيها. قال: «فإذا أتيتم إلى المجالس فأعطوا الطّريق حقّها» . قالوا: وما حقّ الطّريق؟ قال:

«غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السّلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر» ) * «٥» .

٨-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تبسّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرّجل في أرض الضّلال لك صدقة، وبصرك للرّجل الرّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشّوكة والعظم عن الطّريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة» ) * «٦» .

٩-* (عن أبي كثير السّحيميّ عن أبيه قال:

سألت أبا ذرّ قلت: دلّني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنّة؟ قال: سألت عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «تؤمن بالله واليوم الآخر. قلت: يا رسول الله، إنّ مع الإيمان عملا؟ قال: يرضخ «٧» ممّا رزقه الله.

قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به؟ قال: يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان عييّا لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ قال:


(١) ولتأطرنه: أي لتردنه إلى الحق ولتعطفنه عليه.
(٢) أحمد في المسند (١/ ٣٩١) برقم (٣٧١٢) ، وقال محققه: صحيح الإسناد وأبو داود (٤٣٣٦) واللفظ له. والترمذي (٣٠٤٨) وقال: هذا حديث حسن غريب. وابن ماجه (٤٠٠٦) .
(٣) السلامى: بضم السين وتخفيف اللام- هو المفصل، وجمعه سلاميات. وفى القاموس: هي عظام صغار طول إصبع فى اليد والرجل.
(٤) مسلم (١٠٠٧) .
(٥) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٦٥) واللفظ له ومسلم (٢١٢١)
(٦) الترمذي (٧١٩٥) وقال: هذا حديث حسن غريب. وقال محقق جامع الأصول (٩/ ٥٦١) : حديث حسن.
(٧) يرضخ: أي يعطي عطية قليلة.