للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتكفّفون النّاس «١» ، وإنّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلّا أجرت بها حتّى ما تجعل في في امرأتك» .

فقلت: يا رسول الله، أخلّف بعد أصحابي؟ قال: «إنّك لن تخلّف «٢» ، فتعمل عملا صالحا إلّا ازددت به درجة ورفعة، ثمّ لعلّك أن تخلّف حتّى ينتفع بك أقوام ويضرّ بك آخرون. اللهمّ أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردّهم على أعقابهم لكن البائس سعد ابن خولة» رثى له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن مات بمكّة) * «٣» .

٣١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «كلّ سلامى من النّاس عليه صدقة. كلّ يوم تطلع فيه الشّمس» قال: «تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرّجل في دابّته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة» قال: «والكلمة الطّيّبة صدقة، وكلّ خطوة تمشيها إلى الصّلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطّريق صدقة» ) * «٤» .

٣٢-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «كلّ معروف صدقة» ) * «٥» .

٣٣-* (عن زينب امرأة عبد الله- رضي الله عنهما- قالت: كنت في المسجد فرأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فقال: «تصدّقن ولو من حليّكنّ» وكانت زينب تنفق على عبد الله وأيتام في حجرها، فقالت لعبد الله سل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيجزأ عنّي أن أنفق عليك وعلى أيتامي في حجري من الصّدقة؟ فقال: سلي أنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فانطلقت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فوجدت امرأة من الأنصار على الباب حاجتها مثل حاجتي، فمرّ علينا بلال، فقلنا: سل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أيجزأ عنّي أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري؟ وقلنا: لا تخبر بنا. فدخل فسأله، فقال: «من هما؟» قال: زينب. قال:

«أيّ الزّيانب؟» قال: امرأة عبد الله. قال: «نعم ولها أجران: أجر القرابة وأجر الصّدقة» ) * «٦» .

٣٤-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلّا كان له به صدقة» ) * «٧» .

٣٥-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من استعاذ بالله فأعيذوه.

ومن سألكم بالله فأعطوه. ومن استجار بالله فأجيروه. ومن آلى إليكم معروفا «٨» فكافئوه. فإن لم تجدوا فادعوا له حتّى تعلموا أن قد كافأتموه» ) * «٩» .

٣٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أنفق زوجين في سبيل


(١) يتكففون الناس: أي يسألون الناس بمد أكفهم إليهم.
(٢) إنك لن تخلف: المراد بالتخلف طول العمر والبقاء في الحياة بعد أصحابه.
(٣) البخاري- الفتح ٥ (٢٧٤٤) . ومسلم (١٦٢٨) .
(٤) البخاري- الفتح ٥ (٢٧٠٧) . ومسلم (١٠٠٩) واللفظ له.
(٥) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٢١) . ومسلم (١٠٠٥) .
(٦) البخاري- الفتح ٣ (١٤٦٦) . ومسلم (١٠٠٠) .
(٧) البخاري- الفتح ٥ (٢٣٢٠) . ومسلم (١٥٥٣) .
(٨) آلى معروفا إلى فلان: قدمه له.
(٩) النسائي (٥/ ٨٢) وصححه الألباني صحيح سنن النسائي (٢٤٠٧) وهو في الصحيحة له (٢٥٤) . وأبو داود (٤٨١٣) . وصححه محقق «جامع الأصول» (١١/ ٦٩٢) .