للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣- مجموعة الطرق والأساليب المستعملة لإمداد المتعلم بالمجموعتين السابقتين «١» .

ولا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن الحياة الإسلامية ترتبط ارتباطا كليا بالقرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة فإن مصادر اشتقاق أى نظام ملائم وموافق للحياة الإسلامية إنما يكون من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة، ومن ثم فإن اشتقاق النظام الخلقي فى الإسلام يكون هذان مرجعه، فالقرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد المحفوظ بقدرة الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ وفيه شمول لكافة جوانب الحياة، محددة بصورة بليغة دقيقة.

ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ.

أما السّنّة، فهى ترجمة صادقة لحياة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وليس هناك إنسان فى التاريخ البشري كله نقلت حياته بصورة تفصيلية مثلما نقلت حياة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، بل لقد اخترعت المناهج العلمية من أجل تنقيح وتحقيق وتمحيص السنة والسيرة، ولقد كان ذلك، لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو القدوة للبشرية كلها، ولأننا مطالبون بأن نقتدي بسيرته صلّى الله عليه وسلّم قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (آل عمران/ ٣١) .

ومن ثم كان التوجه إليهما لاكتشاف النظام الخلقي ومكارم أخلاق الرسول صلّى الله عليه وسلّم استرشادا بها لصياغة تربية خلقية رشيدة، والهدف من وراء ذلك:

١- إبراز دور القيم الخلقية الإسلامية فى صياغة الحياة الإسلامية وأهدافها، وفى إصدار الأحكام وتحديد الأفضليات، والتمييز بين المزايا والمساوىء، واختيار النتائج المترتبة على الأحكام، فالبحث فى هذا المجال يعني تأكيد الاختيار، لأنه بغير تلك القيم الخلقية يصبح الاختيار فى مجال الأهداف والبرامج أمرا غير ممكن وغير واضح.

٢- إبراز فعاليات منظومة الأخلاق الإسلامية فى ظل التقدم العلمي والتقني المعاصر، وما صحبه من اضطرابات ومؤثرات تمس كل مكونات الحياة الإنسانية، حتى غدت مشكلة الأخلاق هى المشكلة المتفاقمة فى المجتمع الإنسانى كله.

٣- إبراز فعاليات دور منظومة الأخلاق الإسلامية فى مجال التربية بالذات، ترشيدا للجهد، وتأكيدا لدورها فى إعطاء شخصية المجتمع الإسلامي والفرد المسلم الملامح المتميزة عبر الأصالة.

٤- الإسهام فى طرح أوسع لقضية الأخلاق الإسلامية، فالدراسات فى هذا المجال بالرغم من تعددها إلا أنها لم تزل قاصرة عن الإحاطة والشمول المطلوبين.

٥- الإسهام فى صياغة أهداف الحياة الإسلامية، عن طريق إبراز القيم الخلقية الإسلامية، وهو أمر يحتمه


(١) محمد الهادي عفيفي: الأصول الفلسفية للتربية، القاهرة، الأنجلو المصرية، ١٩٧٢، ص ٢٧٩.