الواقع وتفرضه الضرورة فهو إسهام فى إعادة الوعي بالذات الإسلامية، فى مجال التربية، والدعوة، والتربية الأسرية، وما إلى ذلك.
وينطلق البحث فى مجال الأخلاق الإسلامية من عدة اعتبارات مهمة، تأتى كمنطلقات مبدئية يدور البحث فى إطارها، وهي:
١- أن الإسلام منهج حياة، وهو ليس مجرد قواعد تعرف بأنها الإسلام، وليس مجموعة من المبادىء الأساسية التى تنطوى عليها هذه القواعد، إنه منهج حياة، حدد حركة المجتمع الإسلامى، وأوجد قواعد السلوك الفردي والاجتماعي ومعاييره، وذلك لضمان توجه الحركة نحو تحقيق أهداف الإسلام فى الحياة، وغايته فى إسعاد الناس أفرادا وجماعات فى الدنيا والآخرة، ومن ثم أتت جميع نظمه وقواعده ومعاييره وتصوراته وأخلاقياته وافية بحاجات الناس من جميع نواحيها.
٢- أن الإسلام لا يعي مجرد الصلة بين الإنسان وربه فقط، وإنما هو توجيه شامل لحياة البشر، بما جاء فى القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما صح من اجتهاد فى ضوئهما، ومعنى هذا شمولية أنظمته، وعدم اقتصارها على تحديد صلة الإنسان بربه فى وصفها التقليدي، بل فى وصف مبتكر، إذ أن تلك التصرفات تصب فى النهاية فى هذه العلاقة، ومن ثم ضمنت حسن التوجه.
٣- أن مجال القيم الخلقية الإسلامية كما أتى فى المصادر الأساسية واسع فسيح، يمتد ليشمل ما يمكن أن يواجه حياة الإنسان من تغيرات فى إطار الثوابت، مما يعنى استيعابه كل ما يستجد فى حياة الناس ما لم يتعارض مع أصل من الأصول التي أتت فى شكل قيم إلزامية، وأوامر تكليفية.
٤- أن القيم الخلقية الإسلامية هي المعبر الحقيقي عن ثقافة المجتمع الإسلامي، وهى فى حقيقتها قيم داعية إلى التقدم والتفتح والإبداع والابتكار ولا تقف ضدها بل هي التقدم ذاته.
٥- أن البحث الأخلاقي ينطلق من مقولات أساسية تتمثل فيما يلي:
أ- هذه الأخلاق ربانية المصدر ولأنها كذلك فهي تربي الإنسان على أفضل وجه وأحسنه يقول الله تعالى:
ب- أن التمسك بأهداب هذه التربية الأخلاقية كما جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة يقدم حلولا جذرية للمشاكل التي يعاني منها العالم المعاصر، لأن ذلك الحل الإسلامي في المجال الأخلاقي يشمل المجتمع الإنساني كله وما ذاك إلا لأن قاعدته متكاملة وشاملة، أي أن تفاصيل التربية الإسلامية تشمل الإنسان في كل ظروفه وفي جميع حالاته، وتتصل بجميع أنواع علاقاته، سواء مع الله- عز وجل- أو مع النفس أو مع الآخرين،