للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولحيان وعصيّة (عصت الله ورسوله) . قال أنس: أنزل الله- عزّ وجلّ- في الّذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه حتّى نسخ بعد: أن بلّغوا قومنا أن قد لقينا ربّنا فرضي عنّا ورضينا عنه) * «١» .

٢٠-* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- أنّه قال: «دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا قلنا: يا رسول الله، دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا. فقال: «ألا أدلّكم على ما يجمع ذلك كلّه؟

نقول: اللهمّ إنّا نسألك من خير ما سألك منه نبيّك محمّد، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذ منه نبيّك محمّد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله» ) * «٢» .

٢١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم فذكر الغلول فعظّمه وعظّم أمره. ثمّ قال: لا ألفينّ «٣» أحدكم يجأ يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء «٤» ، يقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجأ يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة «٥» ، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجأ يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء «٦» ، يقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجأ يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح «٧» ، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجأ يوم القيامة على رقبته رقاع «٨» تخفق «٩» ، فيقول: يا رسول الله، أغثني.

فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجأ يوم القيامة على رقبته صامت «١٠» ، فيقول:

يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك) * «١١» .

٢٢-* (عن أبي حميد السّاعديّ- رضي الله عنه- قال: استعمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا من الأسد «١٢» . يقال له «ابن اللّتبيّة» «١٣» (على الصّدقة) فلمّا قدم قال: هذا لكم، وهذا لي أهدي لي، قال: فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال:

«ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي


(١) مسلم (٦٧٧) .
(٢) الترمذي (٥/ ٥٣٨) ، حديث رقم (٣٥٢١) ، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
(٣) لا ألفين: أي لا أجدن أحدكم على هذه الصفة، ومعناه: لا تعملوا عملا أجدكم بسببه على هذه الصفة.
(٤) رغاء: صوت البعير.
(٥) حمحمة: صوت الفرس، دون الصهيل.
(٦) ثغاء: صوت الشاة.
(٧) صياح: صوت الإنسان.
(٨) رقاع: جمع رقعة، والمراد بها هنا: الثياب.
(٩) تخفق: تضطرب.
(١٠) الصامت من المال: الذهب والفضة، والمعنى أن كل شيء يغله الغال يجيء يوم القيامة حاملا له ليفتضح به على رءوس الأشهاد سواء أكان هذا المغلول حيوانا أو انسانا أو ذهبا أو فضة، وهذا تفسير لقوله تعالى: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ.
(١١) مسلم (١٨٣١) .
(١٢) وقيل: الأزد، أزد شنوءة.
(١٣) وقيل: الأتبيّة، وقيل: الأتبيّة أو الأتبيّة.