للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (فاطر/ ٢٢) . يقول:

حين تبوّءوا مقاعدهم من النّار «١» » ) * «٢» .

١٦-* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه- قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حائط لبني النّجّار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت «٣» به، فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستّة، أو خمسة، أو أربعة. فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟» قال رجل: أنا، قال: «فمتى مات هؤلاء؟» قال: ماتوا في الإشراك، فقال: «إنّ هذه الأمّة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الّذي أسمع منه، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فقال: «تعوّذوا بالله من عذاب النّار» ، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النّار. فقال:

«تعوّذوا بالله من عذاب القبر» . قالوا: نعوذ (بالله) من عذاب القبر، قال: «تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» ، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال: «تعوّذوا بالله من فتنة الدّجّال» ، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدّجّال) * «٤» .

١٧-* (عن الحسن البصريّ- رحمه الله- قال: دخل عبيد الله بن زياد على معقل بن يسار وهو وجع. فسأله فقال: إنّي محدّثك حديثا لم أكن حدّثتكه.

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يسترعي الله عبدا رعيّة، يموت حين يموت وهو غاشّ لها، إلّا حرّم الله عليه الجنّة» . قال: ألا كنت حدّثتني هذا قبل اليوم؟ قال:

ما حدّثتك، أو لم أكن لأحدّثك» ) * «٥» .

١٨-* (عن بريدة. رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أذن لمحمّد في زيارة قبر أمّه، فزوروها، فإنّها تذكّر الاخرة» ) * «٦» .

وفي رواية مسلم وأبي داود والنّسائيّ: قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النّبيذ «٧» إلّا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلّها، ولا تشربوا مسكرا» ) * «٨» .

١٩-* (عن عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه، وقال: «استغفروا لأخيكم، واسألوا له التّثبيت، فإنّه الان يسأل» ) * «٩» .

٢٠-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «كان فى بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا، ثمّ خرج يسأل، فأتى راهبا


(١) حين تبوّءوا مقاعدهم من النار: أي اتخذوا منازل منها، ونزلوها.
(٢) مسلم (٩٣٢) .
(٣) حادت: مالت عن الطريق.
(٤) مسلم (٢٨٦٧) .
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٥١) . ومسلم (١٤٢) .
(٦) هذه رواية الترمذي (١٠٦٦) .
(٧) وكنت نهيتكم عن النبيذ: يعني إلقاء التمر ونحوه في ماء الظروف، إلا في سقاء، أي إلا في قربة، إنما استثناها لأن السقاء يبرد الماء، فلا يشتد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف.
(٨) مسلم (٩٧٧) .
(٩) أبو داود (٣٢٢١) وقال الألباني (٢/ ٦٢٠) : صحيح. وقال محقق جامع الأصول (١١/ ١٤٩) : حسن.