للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله. فجعل يسأل، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت، فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرّحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقرّبي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له» ) * «١» .

٢١-* (عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أنّ صبيّا لها، أو ابنا لها، في الموت. فقال للرّسول: «ارجع إليها فأخبرها أنّ لله ما أخذ وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجل مسمّى، فمرها فلتصبر ولتحتسب» . فعاد الرّسول فقال: إنّها قد أقسمت لتأتينّها. قال فقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقام معه سعد ابن عبادة ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فرفع إليه الصّبيّ ونفسه تقعقع «٢» كأنّها في شنّة. ففاضت عيناه. فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده.

وإنّما يرحم الله من عباده الرّحماء» ) * «٣» .

٢٢-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال:

سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل وفاته بثلاث، يقول: «لا يموتنّ أحدكم إلّا وهو يحسن بالله الظّنّ» ) * «٤» .

٢٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لقّنوا موتاكم «٥» : لا إله إلّا الله» ) * «٦» .

٢٤-* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه- قال: مات رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فجعل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يثنون عليه، ويذكرون من عبادته ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم ساكت، فلمّا سكتوا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل كان يكثر ذكر الموت؟» قالوا: لا. قال: «فهل كان يدع كثيرا ممّا يشتهي؟» قالوا: لا. قال: «ما بلغ صاحبكم كثيرا ممّا تذهبون إليه» ) * «٧» .

٢٥-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من نفس تموت، لها عند الله خير، يسرّها أنّها ترجع إلى الدّنيا، ولا أنّ لها الدّنيا وما فيها، إلّا الشّهيد، فإنّه يتمنّى أن يرجع فيقتل في الدّنيا لما يرى من فضل الشّهادة» ) * «٨» .

٢٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن


(١) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٧٠) واللفظ له. ومسلم (٢٧٦٦) .
(٢) ونفسه تقعقع: القعقعة حكاية حركة الشيء يسمع له صوت. والشن القربة البالية. المعنى: روحه تضطرب وتتحرك، لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية.
(٣) البخاري- الفتح ٣ (١٢٨٤) . ومسلم (٩٢٣) واللفظ له.
(٤) مسلم (٢٨٧٧) .
(٥) المقصود هنا: المحتضر عند الموت.
(٦) مسلم (٩١٦) .
(٧) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٠٨) . والمنذري (٤/ ٢٣٩) وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن، ورواه البزار من حديث أنس قال: ذكر عند النبي ض رجل بعبادة واجتهاد فقال: كيف ذكر صاحبكم للموت؟ قالوا: ما نسمعه يذكره. قال: ليس صاحبكم هناك.
(٨) البخاري- الفتح ٦ (٢٧٩٥) . ومسلم (١٨٧٧) واللفظ له.