للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنفسكم إلّا بخير. فإنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون» ثمّ قال: «اللهمّ، اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين واخلفه في عقبه في الغابرين «١» واغفر لنا وله يا ربّ العالمين. وافسح له في قبره.

ونوّر له فيه» ) * «٢» .

٤٧-* (عن أمّ عطيّة- رضي الله عنها- قالت: دخل علينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونحن نغسل ابنته. فقال:

«اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتنّ ذلك، بماء وسدر. واجعلن في الاخرة «٣» كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتنّ فآذنّني «٤» » فلما فرغنا آذنّاه.

فألقى إلينا حقوه «٥» . قال: «أشعرنها إيّاه «٦» » ) * «٧» .

٤٨-* (عن أنس- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «العبد إذا وضع في قبره وتولّي عنه وذهب أصحابه حتّى إنّه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرّجل محمّد صلّى الله عليه وسلّم؟ فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله.

فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار، أبدلك الله به مقعدا من الجنّة. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: فيراهما جميعا. وأمّا الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول النّاس. فيقال: لا دريت، ولا تليت، ثمّ يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلّا الثّقلين» ) * «٨» .

٤٩-* (عن هانىء مولى عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- قال: كان عثمان- رضي الله عنه- إذا وقف على قبر بكى، حتّى يبلّ لحيته، فقيل له: تذكر الجنّة والنّار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟ فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «القبر أوّل منزل من منازل الاخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشدّ منه» قال: وسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول «ما رأيت منظرا قطّ إلّا القبر أفظع «٩» منه» ) * «١٠» .

٥٠-* (عن عبد الله بن جعفر- رضي الله عنهما- قال: لمّا جاء نعي جعفر قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

«اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنّه قد أتاهم أمر شغلهم» ) * «١١» .

٥١-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما حقّ امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلّا ووصيّته مكتوبة عنده» تابعه محمّد بن مسلم عن عمرو عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) * «١٢» .

٥٢-* (عن مستورد أخي بني فهر- رضي


(١) واخلفه في عقبه في الغابرين: أي كن خليفة له في ذريته. والعقب مؤخر الرجل: واستعير للولد وولد الولد. وقولهم: لا عقب له، أي لم يبق له ولد ذكر. والغابرين أي الباقين. كقوله تعالى: إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (العنكبوت/ ٣٢) .
(٢) مسلم (٩٢٠) .
(٣) في الاخرة: أي في الغسلة الأخيرة.
(٤) فآذنني: أي أعلمنني.
(٥) حقوه: بالفتح والكسر يعني: إزاره.
(٦) أشعرنها إياه: أي اجعلنه شعارا لها وهو الثوب الذي يلي الجسد.
(٧) البخاري- الفتح ٣ (١٢٦١) ، ومسلم (٩٣٩) واللفظ له.
(٨) البخاري- الفتح ٣ (١٣٣٨) واللفظ له. ومسلم (٢٨٧٠) .
(٩) أفظع: الفظيع: الشديد الشنيع.
(١٠) أخرجه الترمذي (٢٣٠٩) قال محقق جامع الأصول (١١/ ١٦٥) : إسناده حسن. وزاد رزين: قال هانىء: وسمعت عثمان ينشد على قبر:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجيا
(١١) أخرجه أبو داود (٣١٣٢) واللفظ له. والترمذي (٩٩٨) وقال: حسن صحيح. وقال الألباني (٢/ ٦٠٦) : حسن.
(١٢) البخاري- الفتح ٥ (٢٧٣٨) . ومسلم (١٦٣٧) .