للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن» ) * «١» .

١٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «قد أذهب الله عنكم عبّيّة الجاهليّة «٢» وفخرها بالآباء، مؤمن تقيّ، وفاجر شقيّ، والنّاس بنو آدم، وآدم من تراب» ) *» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قيل للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من أكرم النّاس؟ قال: «أكرمهم أتّقاهم» ، قالوا: يا نبيّ الله، ليس عن هذا نسألك.

قال: «وأكرم النّاس يوسف نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن خليل الله» . قالوا: ليس عن هذا نسألك.

قال: «أفعن معادن العرب تسألونني؟» . قالوا: نعم.

قال: «فخياركم في الجاهليّة خياركم في الإسلام إذا فقهوا» ) * «٤» .

٢١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قيل يا رسول الله، أيّ النّاس أفضل؟.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله» . قالوا: ثمّ من؟. قال: «مؤمن في شعب «٥» من الشّعاب يتّقي الله ويدع النّاس من شرّه» ) * «٦» .

٢٢-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: كان آخر كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الصّلاة الصّلاة، اتّقوا الله فيما ملكت أيمانكم» ) * «٧» .

٢٣-* (عن بريدة- رضي الله عنه- قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أمّر أميرا على جيش أو سريّة أوصاه في خاصّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثمّ قال: «اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلّوا «٨» ولا تغدروا ولا تمثلوا «٩» ولا تقتلوا وليدا «١٠» . وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال) ، فأيّتهنّ ما أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام «١١» ، فإن أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم، ثمّ ادعهم إلى التّحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنّهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. فإن أبوا أن يتحوّلوا منها فأخبرهم أنّهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الّذي يجري على المؤمنين، ولا يكون


(١) الترمذي (٢٠٥٣) وقال: حديث حسن صحيح. وحسّنه محقق و «جامع الأصول» (١١/ ٦٩٤) .
(٢) عبية الجاهلية: المراد به الكبر. وقال ابن الأثير هي فعّولة أو فعّيلة، فإن كانت فعّولة فهي من التّعبية؛ لأن المتكبر ذو تكلف وتعبية، خلاف من يسترسل على سجيته، وإن كانت فعّلية فهي من عباب الماء وهو أوله وارتفاعه، وقيل: إن اللام قلبت ياء. النهاية ٣/ ١٦٩.
(٣) أبو داود (٥١١٦) . والترمذي (٣٩٦٥) وحسنه الألباني (صحيح الترمذي: ٣١٠١) .
(٤) البخاري- الفتح ٦ (٣٣٧٤) .
(٥) الشعب: بكسر أوله- ما انفرج بين جبلين.
(٦) البخاري- الفتح ٦ (٢٧٨٦) واللفظ له. ومسلم (١٨٨٨) .
(٧) أبو داود (٥١٥٦) وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٨٠٤) : حديث صحيح.
(٨) ولا تغلوا: من الغلول. ومعناه الخيانة في المغنم. أي لا تخونوا في الغنيمة.
(٩) ولا تمثلوا: أي لا تشوهوا القتلى بقطع الأطراف والآذان.
(١٠) وليدا: أي صبيّا؛ لأنّه لا يقاتل.
(١١) ثم ادعهم إلى الإسلام: قال القاضي عياض- رضي الله تعالى عنه-: صواب الرواية: ادعهم، بإسقاط ثم، وقد جاء بإسقاطها على الصواب في كتاب أبي عبيد وفي سنن أبي داود وغيرهما؛ لأنه تفسير للخصال الثلاث، وليست غيرها. وقال المازري: ليست ثم، هنا، زائدة، بل دخلت لاستفتاح الكلام والأخذ.