للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهم في الغنيمة والفيء شيء إلّا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمّة الله «١» وذمّة نبيّه، فلا تجعل لهم ذمّة الله ولا ذمّة نبيّه، ولكن اجعل لهم ذمّتك وذمّة أصحابك؛ فإنّكم إن تخفروا «٢» ذممكم وذمم أصحابكم، أهون من أن تخفروا ذمّة الله وذمّة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك؛ فإنّك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا» ) * «٣» .

٢٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التّقوى ههنا (ويشير إلى صدره ثلاث مرّات) بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم. كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» ) * «٤» .

٢٥-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «لا تصاحب إلّا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلّا تقيّ» ) * «٥» .

٢٦-* (عن عطيّة السّعديّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرا ممّا به البأس» ) * «٦» .

٢٧-* (عن سهل بن الحنظليّة- رضي الله عنه- قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال: «اتّقوا الله في هذه البهائم المعجمة «٧» ، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة» ) * «٨» .

٢٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:» من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنّما الإمام جنّة يقاتل من ورائه ويتّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإنّ له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإنّ عليه منه» ) * «٩» .


(١) ذمة الله: الذمة، هنا، العهد.
(٢) أن تخفروا: يقال: أخفرت الرجل إذا نقضت عهده، وخفرته أمنته وحميته.
(٣) مسلم (١٧٣١) .
(٤) مسلم (٢٥٦٤) .
(٥) أبو داود (٤٨٣٢) . والترمذي (٢٣٩٥) وقال: حديث حسن، والحاكم في المستدرك (٤/ ١٢٨) وصححه ووافقه الذهبي. وحسّنه أيضا محقق «جامع الأصول» (٦/ ٦٦٦) .
(٦) الترمذي (٢٤٥١) وقال: حديث حسن غريب. وسنن ابن ماجة (٤٢١٥) ، وفي سنده عبد الله بن يزيد، وثقه ابن حبان، التهذيب (٦/ ٨٣) . وصححه السيوطي أيضا برقم ٩٩٤٢، وأخرجه الحاكم بلفظ «إن الرجل لا يكون من المتقين ... » وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي (٤/ ٣٢٠) ، وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٦١٢) حديث حسن.
(٧) المعجمة: التي لا تنطق.
(٨) أبو داود (٢٥٤٨) وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٥٢٨) : إسناده حسن.
(٩) البخاري- الفتح ٦ (٢٩٥٧) واللفظ له. ومسلم (١٨٤١) .