للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٥-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إذا أدّب الرّجل أمته فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها ثمّ أعتقها فتزوّجها كان له أجران، وإذا آمن بعيسى ثمّ آمن بي فله أجران، والعبد إذا اتّقى ربّه وأطاع مواليه فله أجران» ) * «١» .

٣٦-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- رفعه، قال: «إذا أصبح ابن آدم فإنّ الأعضاء كلّها تكفّر اللّسان، فتقول: اتّق الله فينا فإنّما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا» ) * «٢» .

٣٧-* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الله يحبّ العبد التّقيّ الغنيّ الخفيّ» ) * «٣» .

٣٨-* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: أهدي إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فرّوج «٤» حرير، فلبسه فصلّى فيه ثمّ انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال: «لا ينبغي هذا للمتّقين» ) * «٥» .

٣٩-* (عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: بعث علىّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من اليمن بذهيبة «٦» في أديم مقروظ «٧» لم تحصّل من ترابها «٨» قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرّابع: إمّا علقمة وإمّا عامر بن الطّفيل «٩» فقال رجل من أصحابه: كنّا نحن أحقّ بهذا من هؤلاء. قال: فبلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السّماء، يأتيني خبر السّماء صباحا ومساء؟» . قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة «١٠» كثّ اللّحية، محلوق الرّأس، مشمّر الإزار. فقال: يا رسول الله اتّق الله.

قال: «ويلك أو لست أحقّ أهل الأرض أن يتّقي الله؟» قال: ثمّ ولّى الرّجل. قال خالد بن الوليد:

يا رسول الله ألا أضرب عنقه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«إنّي لم أومر أن أنقّب عن قلوب النّاس «١١» . ولا أشّق بطونهم» . قال: ثمّ نظر إليه وهو مقفّ «١٢» . فقال:

«إنّه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة» قال: أظنّه قال: «لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود» ) * «١٣» .


(١) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٤٦) ، ومسلم (٢٢٤٩) .
(٢) الترمذي (٢٤٠٧) وحسنه الألباني، صحيح الترمذي (١٩٦٢) .
(٣) مسلم (٢٩٦٥) .
(٤) الفروج: قباء شق من خلفه.
(٥) البخاري- الفتح ١ (٣٧٥) واللفظ له. ومسلم (٢٠٧٥) .
(٦) بذهيبة: تصغير ذهبة.
(٧) في أديم مقروظ: أي في جلد مدبوغ بالقرظ. والقرظ: حب معروف يخرج في غلف كالعدس من شجر العضاه.
(٨) لم تحصل من ترابها: أي لم تميز ولم تصفّ من تراب معدنها.
(٩) وإما عامر بن الطفيل: قال العلماء: ذكر عامر، هنا غلط ظاهر. لأنه توفي قبل هذا بسنين. والصواب الجزم بأنه: علقمة بن علاثة، كما هو مجزوم به في باقي الروايات.
(١٠) ناشز الجبهة: أي مرتفعها.
(١١) لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس: أي أفتش وأكشف. ومعناه: إني أمرت بأن أحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر..
(١٢) وهو مقفّ: أي مولّ، قد أعطانا قفاه.
(١٣) البخاري- الفتح ٧ (٤٣٥١) واللفظ له. ومسلم (١٠٦٤) .