للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألم يقل الله: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ (الأنفال/ ٢٤) ؟ ثمّ قال لي: «ألا أعلّمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد» فأخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج قلت: يا رسول الله إنّك قلت: لأعلّمنّك أعظم سورة في القرآن قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته» ) * «١» .

٧٦-* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن» ) * «٢» .

٧٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيّ أن يتغنّى «٣» بالقرآن» ) * «٤» .

قال سفيان: تفسيره يستغني به.

٧٨-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الماهر بالقرآن مع السّفرة «٥» الكرام البررة «٦» ، والّذي يقرأ القرآن ويتتعتع «٧» فيه وهو عليه شاقّ له أجران» ) * «٨» .

٧٩-* (عن عامر بن واثلة؛ أنّ نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان. وكان عمر يستعمله على مكّة. فقال: من استعملت على أهل الوادي؟

فقال: ابن أبزى قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنّه قارئ لكتاب الله- عزّ وجلّ- وإنّه عالم بالفرائض. قال عمر: أما إنّ نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» ) * «٩» .

٨٠-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من كثر همّه فليقل:

اللهمّ إنّي عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت «١٠» به في مكنون الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع


(١) البخاري- الفتح ٨ (٤٤٧٤) ، ٨ (٥٠٠٦) .
(٢) أخرجه أبو داود (١٤٦٩ و١٤٧٠ و١٤٧١) واللفظ له وقال محقق جامع الأصول (٢/ ٤٥٨) : إسناده صحيح. وقال الألباني (١/ ٢٧٦) : صحيح.
(٣) ابن الجوزي: اختلفوا في معنى قوله «يتغنى» على أربعة أقوال: أحدها: تحسين الصوت. والثاني: الاستغناء. والثالث: التحزن. قاله الشافعي. والرابع: التشاغل به. تقول العرب: غني بالمكان: أقام به. قال ابن الأعرابي: كانت العرب إذا ركبت الإبل تتغنى، وإذا جلست في أفنيتها وفي أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يكون هجّيراهم القرآن مكان التغني. وفيه قول آخر حكاه ابن الأنباري في «الزاهر» قال: المراد به: التلذذ والاستحلاء له، كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، وأطلق عليه «تغنيا» من حيث إنه يفعل عنده ما يفعل الغناء، وهو كقول النابغة:
بكاء حمامة تدعو هديلا ... مفجعة على فنن تغني
أطلق على صوتها غناء لأنه يطرب، كما يطرب الغناء، وإن لم يكن غناء حقيقة. وانظر فتح الباري ٨ (٦٨٧) ففيه شرح.
(٤) البخاري- الفتح ٨ (٥٠٢٤) .
(٥) السفرة: جمع سافر، وهو الكاتب، والمراد بهم: الملائكة الحفظة.
(٦) البررة: جمع بار، وهو الصادق، والمراد بهم أيضا الملائكة.
(٧) يتتعتع: التتعتع في القول: التردد فيه.
(٨) البخاري- الفتح ٨ (٤٩٣٧) . ومسلم (٧٩٨) .
(٩) مسلم (٨١٧) .
(١٠) استأثرت: الاستئثار بالشيء: التخصص به والانفراد.