للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن تسبقني بهنّ أن يخسف بي، أو أعذّب. قال: فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتّى امتلأ المسجد وقعدوا على الشّرفات، ثمّ خطبهم فقال: إنّ الله أوحى إليّ بخمس كلمات أن أعمل بهنّ، وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، أوّلهنّ: أن لا تشركوا بالله شيئا، فإنّ مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق، ثمّ أسكنه دارا. فقال: اعمل وارفع إليّ فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيّده، فأيّكم يرضى أن يكون عبده كذلك، فإنّ الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا، وإذا قمتم إلى الصّلاة فلا تلتفتوا، فإنّ الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت وآمركم بالصّيام، ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرّة مسك، كلّهم يحبّ أن يجد ريحها، وإنّ الصّيام أطيب عند الله من ريح المسك، وآمركم بالصّدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ فأوثقوا يده إلى عنقه، وقرّبوه ليضربوا عنقه، فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم، وجعل يعطي القليل والكثير حتّى فدى نفسه، وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدوّ سراعا في أثره حتّى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشّيطان إلّا بذكر الله ... الحديث» ) * «١» .

٣٤-* (روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في تفسير هذه الآية رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ قالوا: إذا أخرج أهل التّوحيد من النّار وأدخلوا الجنّة ودّ الّذين كفروا لو كانوا مسلمين) * «٢» .

٣٥-* (عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل عليه السّلام فقال: يا محمّد! أقرأ أمّتك منّي السّلام وأخبرهم أنّ الجنّة طيّبة التّربة، عذبة الماء، وأنّها قيعان، وأنّ غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر) * «٣» .

٣٦-* (عن سعيد بن المسيّب عن أبيه قال:

لمّا حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أميّة، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أي عمّ، قل: لا إله إلّا الله، أحاجّ لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميّة: يا أبا طالب، أترغب عن ملّة عبد المطّلب؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

«لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك» ، فنزلت (الآية الكريمة) ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (التوبة/ ١١٣) * «٤» .


(١) سنن الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب (٢٨٦٣) وزاد فيه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: وأنا آمركم بخمس والمنذري في الترغيب (٢/ ٣٩٧) وقال: رواه الترمذي والنسائي ببعضه وابن خزيمة في صحيحه (٣/ ١٩٥، ١٩٦) برقم (١٨٩٥) واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، والحاكم (١/ ٤٢١) وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي.
(٢) الترمذي (٥/ ٢٤) كتاب الإيمان/ باب (١٧) .
(٣) صحيح الوابل الصيب من الكلم الطيب، سليم بن عيد الهلالي (٨٧) ، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود.
(٤) البخاري- الفتح ٨ (٤٦٧٥) .