للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شققت عن قلبه «١» حتّى تعلم أقالها أم لا» ، فما زال يكرّرها عليّ حتّى تمنّيت أنّي أسلمت يومئذ. قال:

فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلما حتّى يقتله ذو البطين- يعني أسامة- قال: قال رجل: ألم يقل الله:

وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ؟. فقال سعد: قد قاتلنا حتّى لا تكون فتنة، وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتّى تكون فتنة» ) * «٢» .

٣٠-* (عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «يصاح برجل من أمّتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلّا كلّ سجلّ منها مدّ البصر ثمّ يقال: أتنكر من هذا شيئا؟

فيقول: لا يا ربّ، فيقال: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرّجل فيقول: لا، فيقال: بلى، إنّ لك عندنا حسنة وإنّه لا ظلم عليك، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله. فيقول: يا ربّ ما هذه البطاقة مع هذه السّجلّات؟ فيقال: إنّك لا تظلم، فتوضع السّجلّات في كفّة والبطاقة في كفّة، فطاشت السّجلّات وثقلت البطاقة» ) * «٣» .

٣١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «قال موسى: يا ربّ، علّمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلّا الله. قال: يا ربّ، كلّ عبادك يقولون هذا، قال:

يا موسى، لو أنّ السّموات السّبع وعامرهنّ غيري، والأرضين السّبع في كفّة، ولا إله إلّا الله في كفّة مالت بهنّ لا إله إلّا الله» ) * «٤» .

٣٢-* (عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول إذا تبوّأ مضجعه قال: «الحمد لله الّذي كفاني، وآواني، وأطعمني، وسقاني، والّذي منّ عليّ وأفضل، والّذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كلّ حال، اللهمّ ربّ كلّ شيء، وملك كلّ شيء، وإله كلّ شيء، ولك كلّ شيء، أعوذ بك من النّار) * «٥» .

٣٣-* (عن الحارث الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله أوحى إلى يحيى ابن زكريّا بخمس كلمات أن يعمل بهنّ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ فكأنّه أبطأ بهنّ، فأتاه عيسى فقال: إنّ الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهنّ، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فإمّا أن تخبرهم، وإمّا أن أخبرهم، فقال: يا أخي! لا تفعل فإنّي أخاف


(١) أفلا شققت عن قلبه: معناه: إنما كلفت بالعمل الظاهر وما ينطق به اللسان، وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه، فأنكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان.
(٢) مسلم (١٥٨) .
(٣) الترمذي- باب الإيمان (٢٦٤١) ، أحمد في مسنده (٢/ ٢١٣) ، ابن ماجة في الزهد برقم (٤٣٠٠) . وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على «المسند» رقم (١٩٩٤) : إسناده صحيح.
(٤) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم (٨٣٤) ، وابن حبان في صحيحه (٢٣٢٤) موارد، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٢٨) ، وصححه ووافقه الذهبي، وقال الحافظ في الفتح (١١/ ١٧٥) : أخرجه النسائي بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه-.
(٥) أحمد (٢/ ١١٧) حديث رقم (٥٩٨٣) . قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. وأبو داود (٤/ ٤٧٣) ، وفي مجمع الزوائد (١٠/ ١٢٣) حديث مختصر نحو هذا من حديث بريدة مرفوعا.