للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو: «ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر هداي إليّ، وانصرني على من بغى عليّ.

اللهمّ اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا، لك مطواعا، إليك مخبتا أو منيبا، ربّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي «١» وأجب دعوتي وثبّت حجّتي، واهد قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة قلبي» ) * «٢» .

١٣-* (قال جنادة بن أبي أميّة: دخلنا على عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه- وهو مريض.

قلنا: أصلحك الله. حدّث بحديث ينفعك الله به سمعته من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: دعانا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فبايعناه. فقال: فيما أخذ علينا أن بايعنا على السّمع والطّاعة في منشطنا ومكرهنا «٣» وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر «٤» أهله، إلّا أن تروا كفرا بواحا «٥» عندكم من الله فيه برهان» ) * «٦» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عليك السّمع والطّاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك، ومكرهك، وأثرة عليك» ) * «٧» .

١٥-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «علّموا ويسّروا ولا تعسّروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت. وإذا غضبت فاسكت» ) * «٨» .

١٦-* (عن عويمر بن ساعدة الأنصاريّ- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عليكم بالأبكار فإنّهنّ أعذب أفواها، وأنتق أرحاما وأرضى باليسير» ) * «٩» .

١٧-* (عن معاذ- رضي الله عنه- أنّه قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الغزو غزوان فأمّا من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشّريك واجتنب الفساد كان نومه ونبهه أجرا كلّه. وأمّا من غزا رياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنّه لا يرجع بالكفاف» ) * «١٠» .

١٨-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلّمنا الاستخارة في الأمور كما يعلّمنا السّورة من القرآن يقول: «إذا همّ أحدكم


(١) حوبتي: بفتح الحاء وسكون الواو يجوز أن تكون هنا توجّعي وأن تكون تخشعي وتمسكني لك.
(٢) أبو داود (١٥١٠) واللفظ له. والترمذي (٣٥٥١) وقال: حسن صحيح. وابن ماجة (٣٨٣٠) . وأحمد (١/ ٢٢٧) رقم (١٩٩٧) قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (٣/ ٣٠٩) وعزاه كذلك للنسائي وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة. والسخيمة: الحقد والضغينة والموجدة في النفس.
(٣) منشطنا ومكرهنا: أي في حالة نشاطنا وفي الحالة التي نكون فيها عاجزين عن العمل بما نؤمر به.
(٤) والمراد بالأمر: الإمارة.
(٥) والكفر البواح: الكفر الظاهر الذي لا يخفى.
(٦) البخاري الفتح ١٣ (٧٠٥٥- ٧٠٥٦) . ومسلم (١٧٠٩) .
(٧) مسلم (١٨٣٦) . والأثرة- بفتح الهمزة والثاء- وهي الاستئثار والاختصاص.
(٨) أحمد (١/ ٢٣٩، ٢٨٣) رقم (٢١٣٦ و٢٥٥٦) . وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (٣/ ١٢، ١٩١) . والبخاري في الأدب المفرد (٩٥) رقم (٢٤٥، ١٣٢٠) ص ٤٤٧.
(٩) ابن ماجة (١٨٦١) ، والبيهقي في الكبرى (٧/ ٨١) ، والحديث في المشكاة (٢/ ٩٢٩) رقم (٣٠٩٢) . وذكره الألباني في الصحيحة وعزاه أيضا للمقابري، وتمام في فوائده، والطبراني في الأوسط، وابن أبي شيبة موقوفا ثم قال: والحديث حسن بمجموع طرقه (٢/ ١٩٢- ١٩٦) رقم (٦٢٣) .
(١٠) النسائي (٦/ ٤٩- ١٠) وقال الألباني: حسن (٢/ ٦٧١) رقم (٢٩٨٧) . وأبو داود (٢٥١٥) . وأحمد (٥/ ٢٣٤) الموطأ (٢/ ٤٦٧٤٦٦) .