للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثمّ ليقل: اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علّام الغيوب، اللهمّ إن كنت تعلم أنّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري- أو قال:

عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسّره لي، ثمّ بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنّ هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري- أو قال عاجل أمري وآجله- فاصرفه عنّي واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ أرضني به. قال: ويسمّي حاجته» ) * «١» .

١٩-* (عن عليّ- رضي الله عنه- قال: كنّا جلوسا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومعه عود ينكت»

به في الأرض فنكس «٣» وقال: «ما منكم من أحد إلّا قد كتب مقعده من النّار أو من الجنّة» . فقال رجل من القوم: ألا نتّكل يا رسول الله؟ قال: «لا، اعملوا فكل ميسّر» ، ثمّ قرأ فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (الآية)) * «٤» .

٢٠-* (عن عروة الفقيميّ- رضي الله عنه- أنّه قال: كنّا ننتظر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فخرج رجلا يقطر رأسه من وضوء أو غسل فصلّى فلمّا قضى الصّلاة جعل النّاس يسألونه: يا رسول الله أعلينا حرج في كذا؟

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا أيّها النّاس إنّ دين الله- عزّ وجلّ- في يسر (ثلاثا يقولها) » ) * «٥» .

٢١-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- أنّه قال: كنت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني من النّار. قال: «لقد سألتني عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة وتؤتي الزّكاة وتصوم رمضان وتحجّ البيت» ثمّ قال: «ألا أدلّك على أبواب الخير: الصّوم جنّة والصّدقة تطفأ الخطيئة كما يطفأ الماء النّار، وصلاة الرّجل من جوف اللّيل» . قال: ثمّ تلا- تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حتّى بلغ يَعْمَلُونَ ثمّ قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» . قلت:

بلى يا رسول الله. قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد» . ثمّ قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟» قلت: بلى يا نبيّ الله، فأخذ بلسانه. قال: «كفّ عليك هذا» ، فقلت: يا نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ قال: «ثكلتك أمّك يا معاذ. وهل يكبّ النّاس في النّار على وجوههم أو على مناخرهم إلّا حصائد ألسنتهم» ) * «٦» .

٢٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها


(١) البخاري- الفتح ٣ (١١٦٢) .
(٢) ينكت: يضرب الأرض بعود أو بإصبع.
(٣) نكس: أى أطرق.
(٤) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٠٥) واللفظ له. ومسلم (٢٦٤٧) .
(٥) أحمد (٥/ ٦٩) وذكره الهيثمي في المجمع (١/ ٦٢) وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير، وأبو يعلى وفيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وأبو داود. والحديث ذكره ابن حجر في ترجمته في الإصابة، وقال: رواه أحمد والبغوي وأبو يعلى وغيرهم وفيه راو مختلف في الاحتجاج به (٢/ ٤٧٩) . وذكره كذلك ابن كثير في التفسير (١/ ٢١٧) وعزاه أيضا لابن مردويه في تفسيره.
(٦) الترمذي (٢٦١٦) وقال: حسن صحيح- واللفظ له. وابن ماجة (٣٩٧٣) . وأحمد (٥/ ٢٣١، ٢٣٧، ٢٤٥) .