للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهي القلب» ) * «١» .

٢٠-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النّاس فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ ذكر الدّجّال فقال: «إنّي لأنذركموه، وما من نبيّ إلّا أنذره قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكنّي أقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور، وأنّ الله ليس بأعور» ) * «٢» .

٢١-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه. حتّى كأنّه منذر جيش، يقول: صبّحكم ومسّاكم. ويقول: «بعثت أنا والسّاعة «٣» كهاتين» ويقرن بين إصبعيه السّبّابة والوسطى. ويقول: «أمّا بعد. فإنّ خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمّد. وشرّ الأمور محدثاتها.

وكلّ بدعة ضلالة» . ثمّ يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه. من ترك ما لا فلأهله. ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ» ) * «٤» .

٢٢-* (عن عديّ بن حاتم- رضي الله عنه- قال: «كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجاءه رجلان:

أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السّبيل.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا قطع السّبيل؛ فإنّه لا يأتي عليك إلّا قليل حتّى تخرج العير إلى مكّة بغير خفير.

وأمّا العيلة؛ فإنّ السّاعة لا تقوم حتّى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه. ثمّ ليقفنّ أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثمّ ليقولنّ له: ألم أوتك مالا؟ فليقولنّ: بلى. ثمّ ليقولنّ: ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولنّ: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلّا النّار، ثمّ ينظر عن شماله فلا يرى إلّا النّار. فليتّقينّ أحدكم النّار ولو بشقّ تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيّبة» ) * «٥» .

٢٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: لمّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على الصّفا فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عديّ- لبطون قريش- حتّى اجتمعوا، فجعل الرّجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدّقيّ؟» .

قالوا: نعم، ما جرّبنا عليك إلّا صدقا. قال: «فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد» . فقال أبو لهب: تبّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) * «٦» .

٢٤-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ما بعث نبيّ إلّا أنذر أمّته الأعور الكذّاب، ألا إنّه أعور وإنّ ربّكم ليس بأعور، وإنّ بين عينيه مكتوب: كافر» . فيه أبو هريرة وابن عبّاس عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) * «٧» .


(١) البخاري- الفتح ١ (٥٢) واللفظ له. ومسلم (١٥٩٩) .
(٢) البخاري- الفتح ٦ (٣٣٣٧) واللفظ له. ومسلم (١٦٩) .
(٣) يروى بنصب الساعة ورفعها والنصب أشهر على أنها مفعول معه.
(٤) مسلم (٨٦٧) .
(٥) البخاري- الفتح ٣ (١٤١٣) . ومسلم (١٠١٦) نحوه.
(٦) البخاري- الفتح ٨ (٤٧٧٠) .
(٧) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٣١) واللفظ له. ومسلم (٢٩٣٣) .